لمرّة أخيرة، وقف كل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي يستعدّ لترك منصبه خلال شهر، جنباً الى جنب أمس في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض، لتهديد ايران بعقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي «اذا لم يتحقق أي تقدم في الجهود المبذولة لتوقيف الجمهورية الإسلامية أنشطتها النووية الحسّاسة».وفي ختام زيارته الأخيرة كرئيس حكومة الى واشنطن، زيارة أجمع المراقبون على وصفها بالتكريمية لوقوفه غير المشروط الى جانب بوش في حرب العراق، حذّر بلير، في ما يشبه وصيته الأخيرة قبل أن يترك منصبه، من أنّ «عزل الولايات المتحدة سيجعل العالم أكثر خطورة».
ولم ينسَ بوش أن يجدّد دعمه لرئيس البنك الدولي بول وولفويتز، فرأى أنّ الأخير «يسعى لما فيه مصلحة البنك الدولي»، لكنه امتنع عن التعليق على مستقبله في المؤسسة العالمية.
وباسم الرئيسين، أعلن الرئيس الأميركي أنهما قلقان من أعمال العنف المستمرة في قطاع غزّة، وحضّا «بإلحاح مختلف الأطراف على العمل من أجل التوصل الى حل يقوم على دولتين».
وخصّ بوش بلير، الذي يعدّ أقرب حلفائه، باستقبال حار قبل أن يلتقيه حول مائدة عشاء، قال مساعدوه إنها خصِّصت لمناقشة «الحرب على الإرهاب». وفي خطوة نادرة على الصعيد الدبلوماسي، بات بلير ليلته في البيت الأبيض، وليس في سفارة بلاده في واشنطن كما جرت العادة. وقد نام في الغرفة نفسها التي خُصِّصَت لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل منذ عقود في زياراته للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
وكان بلير قد أصرّ، في مقابلة أجرتها معه شبكة «ان بي سي» الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، على تمسّكه بموقفه حول العراق، الذي تسبّب بانحسار شعبيته عندما قال «أعتقد أن بلدنا يجب أن يكون حليفاً قوياً لأميركا وهذا الموقف لم يطرح لي أي مشكلة يوماً»، مضيفاً إنه يعتقد «أنّ اليوم الذي سترى بلادي مشكلة في ذلك، سيكون يوماً أسود».
وعن الانتقادات القاسية التي تطاوله بسبب «التصاقه» بالسياسة الأميركية الخارجية، قال بلير إنه اعتاد التعايش مع أوصاف مثل «دمية بوش» او «تابع» له و«ذيله».
ويشدّد عدد من المسؤولين الأميركيين على أن رحيل بلير عن السلطة لن يزيد من عزلة بوش أو يضعف الدعم البريطاني للحرب الأميركية على الإرهاب. ورأى بيتر باينارت، من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، أن خليفة بلير «غوردون براون الذي يمثّل بداية جديدة ولم يلطّخ بحرب العراق، قد يكون شريكاً اقوى من بلير بالنسبة إلى بوش في حال نشوب مواجهة مع ايران على سبيل المثال».
وعلى الرغم من أنّ براون كان قد أقر في وقت سابق بـ«أخطاء ارتُكبت» في العراق، إلا أنّه استبعد أي انسحاب عسكري فوري من هذا البلد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)