غزة ــ رائد لافي
قابلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هدوء الجبهة الداخلية، بتكثيف
عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مستهدفة بالدرجة الأولى سياسيّي «حماس»، في وقت لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار صامداً بين «فتح» وحركة المقاومة الاسلامية


صعّدت قوات الاحتلال أمس حربها على حركة «حماس»، مستهدفة المستوى السياسي، حيث أغارت طائرة إسرائيلية على منزل عضو القيادة السياسية في الحركة والنائب في المجلس التشريعي خليل الحية، ما أدى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين على الأقل، إلا أن الحية نجا لأنه لم يكن في منزله.
وكان خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة من مقاومي «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، استشهدوا أمس بغارات اسرائيلية.
وقالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن طائرة حربية إسرائيلية استهدفت سيارة فلسطينية كانت تسير في شارع الصحابة في مدينة غزة، يستقلّها الناشط في «كتائب القسام» محيي الدين السرحي (23 عاماً)، ما أدى إلى استشهاده على الفور، مع اثنين من المدنيين هما: عماد عبد العزيز عاشور (35 عاماً)، وجمال خليل مناع (52 عاماً).
وكان الفتى طارق حميد (15 عاماً) قد استشهد في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، وأصيب مواطنان جرّاء قصف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية منطقة سكنية غرب مخيم جباليا، شمال القطاع.
كما قتلت قوات الاحتلال مواطناً فلسطينياً، وأصابت ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، في قصف مدفعي استهدف مجموعة من رعاة الأغنام في بلدة بيت حانون شمال القطاع.
وأعلنت مصادر فلسطينية مقتل الفلسطيني ابراهيم حاتم الشحريتي (18 عاماً) جراء انفجار داخلي غامض في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وواصلت فصائل المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع باتجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية، المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48. وقالت مصادر في شرطة الاحتلال، أمس، إن المقاومة الفلسطينية أطلقت قرابة 125 صاروخاً في الأيام الخمسة الأخيرة.
ورفعت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، سقف تهديداتها لجيش الاحتلال، في حال ارتكابه «أي حماقة» بتنفيذ عملية عسكرية في القطاع، متوعدة بـ«جيش من الاستشهاديات».
وقال قيادي في سرايا القدس، في تصريحات وزعها مكتبها الإعلامي، «إن تهديدات العدو بتنفيذ عملية عسكرية في القطاع لن تجني ثمارها في تحقيق الأهداف المرجوّة، التي يتذرع بها جيش الاحتلال».
وشدد القيادي نفسه، من دون ذكر اسمه، على أن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة بكل أطيافها على أهبة الاستعداد التام لمواجهة أي عدوان من جيش الاحتلال قد يطاول القطاع، متوعداً الاحتلال بأن جنوده لن يكونوا في نزهة، وستفاجئه المقاومة بقدراتها الذاتية.
وقالت إحدى الاستشهاديات «أتمنى أن أكون أولى استشهاديات المقاومة الفلسطينية في حال اجتياح العدو غزة». وأضافت «منذ أن رأينا أخواتنا الاستشهاديات ونحن نتمنى أن نلحق بهنّ».
كما استخفّت حركة «حماس»، على لسان القيادي سامي أبو زهري، بالتهديدات الإسرائيلية للحركة، مشددة على أن «هذه التهديدات ليست الأولى من نوعها ولن تخيفنا أو تثنينا عن المضي في طريق الجهاد والمقاومة».
كما شن أبو زهري هجوماً عنيفاً على عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، الذي اعتبر أن «حماس تطلق الصواريخ لأهداف داخلية خاصة لا صلة لها بالمقاومة».
ووصف أبو زهري عبد ربه بأنه «مجرد بوق أميركي إسرائيلي وهو من أبرز أدوات الفتنة على الساحة الفلسطينية، وتصريحاته التحريضية على المقاومة وأدواتها النضالية لا تستحق حتى التوقف عندها، فهو لا يعبّر سوى عن سياسة الاحتلال وأهدافه».
وكان ياسر عبد ربه قد دعا الفلسطينيين إلى «العصيان المدني وتنظيم الفعاليات» للضغط على أطراف الاقتتال في قطاع غزة من أجل وقف المواجهات. وقال إن إطلاق الصواريخ المحلية على المدن والبلدات الإسرائيلية «يهدف إلى التغطية على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها حركة حماس، اعتقاداً منها بأن هذه الصواريخ ترفع شعبيتها وتعطيها غطاءً وطنياً يبرّئها من انتهاكاتها».
وأعلن رئيس الوفد المصري للوساطة بين حركتي «فتح» و«حماس» برهان حماد أن الحركتين وافقتا على إنهاء كل العمليات العدائية، ما يدعم اتفاقاً لوقف إطلاق النار أبرم أول من أمس.