غزة ــ رائد لافي
الحكــومة الفلســطينية تــدعو إلى تهدئـــة شاملة... وتتـــوجه إلى مجلس الأمن


كثّفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس غاراتها الجوية في قطاع غزة، مستهدفةً نشطاء المقاومة ومواقع ومنشآت مدنية، وهو ما أدى إلى سقوط خمسة شهداء جدد، فيما جددت الحكومة الفلسطينية الدعوة إلى التهدئة مع الاحتلال، في وقت لا تزال فيه الهدنة الداخلية صامدة رغم الخروق المتفرقة التي أدت أمس إلى مقتل عنصر من «حماس».
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة من نشطاء سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، عندما استهدفت الطائرات الحربية السيارة المدنية التي كانوا يستقلّونها بالقرب من محطة حمودة شمال القطاع.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهداء الأربعة هم: محمود عوض، وماجد البطش، ومحمد أبو نعمة، وعبد العزيز الحلو.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت طوال ساعات ليل الأحد/ الاثنين، سلسلة من الغارات الجوية، في مناطق متعددة من القطاع، مع التركيز بالدرجة الأولى على مدينة غزة، التي فقد سكانها القدرة على النوم بفعل قوة الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية معملاً لصناعة الطوب في حي التفاح شرق مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الشاب حمادة أحمد الفيومي (20 عاماً)، وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة. وأصيب خمسة مواطنين فلسطينيين من عائلة المصري، بينهم أطفال.
ودعت حركة «حماس» جناحها العسكري «كتائب القسام»، إلى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بكل الوسائل وأشكال المقاومة الممكنة في الزمان والمكان المناسبين.
وقالت حركة «حماس»، في بيان، إن «استهداف منازل القادة والمواطنين المدنيين يفتح الباب واسعاً للمواجهة»، في اشارة إلى القصف الذي تعرّض له منزل القيادي في الحركة النائب خليل الحية، في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس.
وحذّرت «كتائب عز الدين القسام» أعضاءها من استخدام الهواتف المحمولة والسيارات لتجنّب رصد أفرادها واستهداف الاحتلال لهم في ظل تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية.
وشدّد رئيس الوزراء اسماعيل هنية، خلال مشاركته في تشييع شهداء عائلة الحية أمس، على أن المقاومة هي الطريق الأمثل للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، مخاطباً الشعب الفلسطيني ونشطاء «حماس» قائلاً «أنتم لا تمثّلون أنفسكم، أنتم تمثلون القدس والأقصى».
وكان هنية قد وجّه كلمة للشعب الفلسطيني، عبر قناة «الجزيرة» الفضائية فجر أمس، دعا من خلالها الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهما في لجم العدوان الإسرائيلي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان.
وعرضت الحكومة الفلسطينية مجدداً أمس على الحكومة الإسرائيلية الاتفاق على «تهدئة شاملة» تشمل جميع الأراضي الفلسطينية، لوضع حدّ للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، وزير الإعلام مصطفى البرغوثي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء، «إذ تؤكد الحكومة على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، فإننا نقدّم عرضنا هذا مجدداً بالتهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة». وأضاف «هذه التهدئة الشاملة يجب أن تشمل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وأشار البرغوثي إلى أن الحكومة الفلسطينية ستتوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وستقوم بحملة دبلوماسية عالمية هدفها «كشف حقيقة العدوان الإسرائيلي».
وفي هذا الوقت، لم يفلح الضغط العسكري الإسرائيلي العنيف والمتصاعد في القطاع منذ ستة أيام، في ثني فصائل المقاومة، التي واصلت عمليات إطلاق الصواريخ محلية الصنع في تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وقتلت امرأة إسرائيلية أمس بعد نقلها إلى المستشفى لإصابتها بجروح إثر سقوط صاروخ فلسطيني للمقاومة أصاب سيارة في مدينة سديروت، جنوب اسرائيل.
داخلياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل الشاب سامي أبو هولي من سكان مدينة دير البلح، وسط القطاع، أمس، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها قبل خمسة أيام في سياق الصدامات المسلحة الدامية التي شهدتها مدينة غزة بين حركتي «فتح» و«حماس».
وقتل طالب وأصيب آخر من نشطاء الكتلة الإسلامية التابعة لحركة «حماس»، بجروح متوسطة إثر إطلاق مسلحين النار عليهما في مدينة خان يونس، جنوب القطاع. واتهمت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها في مدينة خان يونس حماد الرقب، عناصر من حركة «فتح» باستهداف الشابين. وقالت: «هذه جريمة أخرى تضاف إلى السجل الأسود لعصابات حركة فتح».