باريس ــ بسّام الطيارة
بعدما هدأت عاصفة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تحاول القوى السياسية التقاط أنفاسها تحضيراً للانتخابات النيابية بعد أسبوعين. إلا أن هذا لا يمنع البعض من محاولة استشفاف موازين القوى بشكل عام ومحاولة كشف ستار الربح والخسارة داخل كل فريق.
وقد لفت نظر المراقبين غياب وزير الخارجية السابق فيليب دوست بلازي عن الحكومة وعن الساحة الإعلامية منذ ليلة إعلان انتصار نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية، مع أنه كان يبرز نفسه على أنه من أقرب المقربين له. ولم يتردّد بعض المقربين منه في الترويج لاسمه كمرشح محتمل لرئاسة الوزارة.
إلا أن العارفين ببواطن الأمور يسرّون لمن يريد «أن دوست بلازي انتهى سياسياً» وأنه من غير المحتمل عودته إلى واجهة الأحداث على الأقل في مستقبل منظور.
وقد أكدت معلومات متوافرة من تولوز هذه الشائعات، إذ تبيّن أنه لم يترشح للانتخابات النيابية المقبلة، في حين يتمنّع رئيس بلدية المدينة، جان لوك مودنك، الذي حلّ محل دوست بلازي عندما عيّن وزيراً، عن الاستقالة ليعود إلى مركزه، لا بل إنه سارع ليترشح عن المقعد نفسه الذي يتركه الوزير السابق.
ورغم امتناع دوست بلازي عن إعطاء أي تصريحات، إلا أن مقربين من الرئيس السابق جاك شيراك يتبرعون بتفسير سبب فقدان دوست بلازي حظوة ساركوزي بأنه نتيجة ضغط مباشر من شيراك نفسه «للانتقام من وزير خارجيته الذي أمضى الأسابيع الأخيرة من عهده بتجاهله». ويشددون على «مسألة المبعوث الفرنسي إلى إيران» حين كذّب دوست بلازي تسريبات عن إرسال مبعوث إلى طهران قبل أن يضع عراقيل منعت سيد الإليزيه من الذهاب بعيداً في محاولته.
ويستطرد هؤلاء بأن دوست بلازي «لم ينجح كوزير خارجية»، كما أن جردة بأعماله خلال فترة وجوده في «كي دورسيه» تبرز «هفوات كثيرة» أجبرت الديبلوماسية الفرنسية في كثير من الأحيان على إصدار تصحيحات لتداركها.
ولا يبدو أن الجسم الصحافي، الذي كان يتابع أخبار الديبلوماسية الفرنسية، آسف لخروج «الطبيب من وزارة الخارجية»؛ فقد اشتهر خلال وجوده بالعمل مع الصحافة بانتقائية قلّ أن شهدتها الديبلوماسية الفرنسية. وقد كانت تلقّب لقاءاته مع الإعلام بتهكّم بأنها «ندوات سرية» إذ كان يختار الصحافيين المقربين منه للقاءات لا يعلن عنها بخلاف التقاليد المتبعة.