غزة ــ رائد لافي
الاحتلال يواصل اعتداءاته... بأسلحة «محرّمة دولياً»


كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أمس غاراتها على قطاع غزة، الذي وصل إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مسعى مزدوج لتثبيت التهدئة الداخلية، وإعادة تفعيل «هدنة الصواريخ» بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال ساعات ليل الاثنين ــــــ الثلاثاء ونهار أمس سلسلة من الغارات الجوية، ضد ورش صناعية، ومواقع تتبع لحركة «حماس».
وقصفت الطائرات الإسرائيلية بصاروخين المقر الرئيسي للقوة التنفيذية في حي تل الزعتر في جباليا شمال القطاع، ودمرته بالكامل وألحقت أضراراً جزئية في المباني المجاورة، من دون وقوع إصابات في الموقع الذي أخلته القوة لأسباب أمنية.
وفي وقت سابق من ليل الاثنين ــــــ الثلاثاء، نجت مجموعة من عناصر «كتائب القسام» من عملية اغتيال إسرائيلية في مخيم البريج وسط القطاع، عندما أطلقت طائرة استطلاع صاروخاً واحداً في تجاههم، لكنه دمر ورشة نجارة عن طريق الخطأ.
وفي السياق، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قتل مستوطنة إسرائيلية في بلدة سديروت، المتاخمة للحدود الشمالية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48. وقالت، في بيان، إن «إعلان قوات الاحتلال عن خسائرها هو البداية فقط للمزيد من عمليات القصف لسديروت وغيرها من التجمعات الاستيطانية المحيطة بالقطاع».
كما أعلنت «كتائب القسام» أنها قنصت «جندياً صهيونياً» في مستوطنة «دوغيت» السابقة شمال قطاع غزة «أثناء وجوده مع قوة صهيونية متوغلة في المنطقة». ولم يرد أي تعقيب إسرائيلي على الهجوم.
وحذر المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين أمس من أن «إسرائيل تستخدم أسلحة خطيرة ومحرمة دولياً» لقصف الفلسطينيين. وأوضح أن «تلك الأسلحة تصهر الحديد وتفحم الجثث والأنسجة اللحمية، كما تقطع الأجساد إلى أشلاء يصعب التعرف إليها، كما تؤدي إلى حروق من الدرجة الثالثة والرابعة».
في هذه الأثناء، بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة إلى غزة وسط حراسة أمنية مكثفة، وانتشار واسع لأجهزة الأمن وحرس الرئاسة، بعدما تأجلت الزيارة مرتين بسبب مخاوف أمنية.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الفلسطيني مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية في تثبيت وقف إطلاق النار بين حركتي «فتح» و«حماس» والعمل على إزالة أسباب الاحتقان بين الجانبين إضافة لبحث التصعيد العسكري الإسرائيلي، المستمر على قطاع غزة.
وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد يوسف، إن لقاء عباس ــــــ هنية في غزة سيركز على معالجة الوضع الأمني الداخلي وتثبيت وقف إطلاق النار بين حركتي فتح وحماس. وقال: «نتطلع للاتفاق على آليات عملية لضمان عدم عودة هذه الأحداث وتعزيز التوحد الوطني».
وشدّد يوسف على أن اللقاء سيناقش التصعيد الإسرائيلي العسكري «بشكل مجنون وهمجي» على قطاع غزة، والاتصالات الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي للضغط على حكومة الاحتلال من أجل وقف هذا «العدوان». وأشار إلى أن اللقاء سيبحث إمكان العودة إلى التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، قال المتحدث باسم «حماس» أيمن طه إن اللقاء، الذي كان مقرراً أمس بين حركتي «حماس» و«فتح»، أرجئ بسبب الظروف الأمنية الراهنة. وأوضح أنه ليس بالإمكان تحرك أي من قيادات «حماس» في ظل القصف الإسرائيلي، لذلك أُجِّل هذا اللقاء إلى أجل غير مسمى.
وفي سياق الفوضى والفلتان، خطف مسلحون مجهولون الشاب محمد شلدان، وهو أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي، بعد إطلاق النار عليه قرب مسجد حسن البنا في مدينة غزة.
واتهمت مصادر أمنية فلسطينية عناصر من «كتائب القسام» بالمسؤولية عن عملية الخطف، مشيرةً إلى أن عناصر من «القسام» نصبت كميناً لشلدان، وأطلقت عليه النار وأصابته، قبل أن تقوم بخطفه واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأعلنت مصادر طبية عن مقتل القيادي في «كتائب القسام» محمد ديب أبو الخير (50 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها قبل أيام خلال الصدامات الدامية بين حركتي «فتح» و«حماس» في مدينة غزة. كما قتل منير تنيره (28 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها أول من أمس في خان يونس.