رام الله ــ سامي سعيد
أغلق قادة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» هواتفهم المحمولة وبدأوا الحد من تحركاتهم العلنية واستخدام سياراتهم الشخصية، بعد توعّد الحكومة الإسرائيلية باغتيالهم.
وأكدت مصادر في «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، لـ«الأخبار»، أن قادة الحركتين في الداخل والخارج بدأوا باتخاذ خطوات أمنية جديدة، خشية استهدافهم من جانب الجيش الإسرائيلي. وقالت «كانت قيادتا الحركتين في السابق تستخدمان احتياطات أمنية للحيلولة دون رصد تحركاتهما من جانب الطائرات الإسرائيلية التي لا تغادر سماء قطاع غزة أو العملاء الأرضيين المتعاونين مع الاحتلال، لكن هذه الاحتياطات زادت خلال اليومين الماضيين مع تصاعد وتيرة التهديدات ضد قادة الحركتين».
وأوضحت المصادر أن الحركتين أصدرتا تعميمات داخلية لعناصرهما الميدانيين الفاعلين في المجال العسكري والسياسي والإعلامي، تحظر عليهم استخدام السيارات وأجهزة الاتصال.
وقد لاحظ الصحافيون هذه الاحتياطات، إذ كان من الصعوبة أو المستحيل الاتصال بشخصية من قيادة الحركتين للإدلاء بتعقيب على قضية ما. لكن قياديين آخرين في الحركتين (ليسوا من الصفوف الأولى) كانوا يتحركون في الخفاء ويجرون بعض الاتصالات بالصحافيين للتعقيب على العدوان الإسرائيلي، وإتاحة الفرصة للتواصل معهم في الأمور الميدانية، تلافياً لحدوث فراغ قيادي أو إعلامي.
وفي الخارج، قال قياديون فلسطينيون إن قادة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لم تعد تظهر كالسابق في دمشق، وذلك بعد التهديدات الإسرائيلية لهم. وأشارت المصادر، لـ«الأخبار»، إلى أن القادة الفلسطينيين في العاصمة السورية يأخذون التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد ويتخذون قدر الإمكان احتياطات أمنية للحفاظ على حياتهم.
إلا أن المتحدّث الإعلامي باسم «لجان المقاومة الشعبية» أبو مجاهد قال لـ «الأخبار» إن «قادة المقاومة الفلسطينية جميعهم يتّخذون احتياطات أمنية لكي لا يكونوا فريسة سهلة بيد المحتل الصهيوني»، معترفاً بأن الأوضاع الأمنية لقادة المقاومة «خطيرة ومخيفة في كثير من الأوقات، لأن هناك من يقوم برصد تحركات القاد الفلسطينيين».
وأشار أبو مجاهد إلى أن الاحتلال وعملاءه يتابعون بشكل دقيق ومدروس قادة المقاومة في غزة والضفة الغربية ويترصدونهم كي يصطادوهم بسهولة.
بدوره، أقر المتحدث باسم «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، أبو فؤاد، بخطورة الأوضاع الأمنية للقادة الفلسطينيين. وقال، لـ«الأخبار»، «نحن نأخذ الاحتياطات الأمنية لكننا نثق بأن أعمارنا وأرواحنا بيد الله وليست بيد أولمرت أو بيرتس أو اشكنازي».
وفي إطار الحرب النفسية على الفلسطينيين، اخترقت إذاعات الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، إذاعات محلية في قطاع غزة، وبثت مواد تحريضية على المقاومة وصواريخها التي حولت مستوطنة سديروت إلى مدينة أشباح خالية من سكانها.
وقال ضابط المنطقة الجنوبية في جيش الدفاع الإسرائيلي خلال التحريض على المقاومة «إننا في قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي نحذر السكان المدنيين من الاقتراب من الأراضي التي تطلق من خلالها صواريخ القسام الإرهابية على سديروت والنقب الغربي». وأضاف، محذراً الفلسطينيين، «نعلم أن أبرياء قد يصابون ويقتلون جراء عملياتنا العسكرية لحماية مواطني دولة إسرائيل، وهو ما يتطلب منكم الخروج إلى الشوارع والتنديد بمحاولات الجناحين العسكريين للجهاد الإسلامي وحماس مواصلة إطلاق الصواريخ على مواطنينا».