غزة ــ رائد لافي
التهدئة الداخلية الفلسطينية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الجهود لتثبيتها.
هذا ما اتضح أمس من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، الذي أظهر أنه لم يجر العمل بأي من الاتفاقات الثنائية


بدأ الرئيس الفلسطيني أمس لقاءاته في غزة لتثبيت التهدئة الداخلية، وبحث إمكان استعادة الهدنة الصاروخية مع قوات الاحتلال، والتي رأتها مصادر من «حماس» «عبثية» في ظل التصعيد الإسرائيلي، الذي واصل الغارات على «مواقع مدنية» في قطاع غزة، مع اعتراف ضباط إسرائيليين بأنه «لا أهداف حقيقية قابلة للقصف في غزة».
وبحث عباس وهنية أمس الأوضاع المتعلقة بالتطورات الراهنة في الساحة الفلسطينية، والعدوان الاسرائيلي في القطاع، إضافة إلى ما تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان وأحداث مخيم نهر البارد.
ودان الرئيسان التصعيد العسكري الاسرائيلي المتنامي في القطاع منذ أيام، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة العمل على وقف الاعتداءات وحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية.
وبحث عباس وهنية الصدامات الدامية بين «فتح» و«حماس». واتفقا على عقد اجتماع قريب بين قيادتي الحركتين، في حضورهما والوفد الامني المصري، لمناقشة التداعيات التي نجمت عن الصدامات الاخيرة، بهدف وضع الضمانات التي تمنع تكرارها. وشدّدا على أهمية التزام ما تم الاتفاق عليه سابقاً في خصوص تنفيذ الخطة الامنية، وتشكيل القوة الأمنية المشتركة المنوط بها تنفيذ الخطة، في إشارة إلى الخطة التي أعدها وزير الداخلية المستقيل هاني القواسمي، وأقرتها الحكومة قبل أسابيع.
وكانت مصادر فلسطينية قد كشفت عن لقاء «سري للغاية» عقده الرئيسان في مدينة غزة، في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، من دون الاعلان عن مكانه وزمانه ووسط احتياطات أمنية مشددة، بسبب عدم تمكن عباس من الحصول على ضمانات بعدم تعرض إسرائيل لحياة هنية. وفي هذه الأثناء، قالت مصادر أخرى إن لقاءً سيعقد في حضور عباس وهنية، بمشاركة الفصائل الفلسطينية الخمسة التي لها أذرع عسكرية، بغية دراسة التطورات الاخيرة على الساحة الفلسطينية، خصوصاً التصعيد العسكري الاسرائيلي وسبل حماية الشعب.
ومن المقرر أن يخصّص الاجتماع لبحث التهدئة الصاروخية، إلا أن مستشار هنية، أحمد يوسف، قال إن «من العبث مطالبة الفصائل الفلسطينية بالتهدئة ووقف إطلاق الصواريخ» فيما إسرائيل توسع عدوانها في الضفة الغربية.
وأوضح يوسف «لا يجوز الحديث عن تهدئة في غزة في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل القتل والتدمير في الضفة الغربية، لذا من العبث مطالبة الفصائل في غزة بوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية».
ميدانياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس استشهاد المسنّ الفلسطيني عبد الرؤوف العجلة (63 عاماً)، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها نتيجة القصف الإسرائيلي على حي النصر في مدينة غزة قبل أيام.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر أمس سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت منازل سكنية ومواقع للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في القطاع، أسفرت عن تدميرها وإلحاق أضرار مادية في مبان مجاورة، وإصابة عدد من المدنيين.
وتوغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تدعمها آليات عسكرية ودبابات، عشرات الأمتار في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، تحت غطاء مكثف من الطائرات الحربية.
وبحسب المصادر، فإن قوات الاحتلال اختطفت سبعة شبان من البلدة واقتادتهم إلى جهة مجهولة، قبل أن تطلقهم بعد ساعات.
واشتكى ضباط في جيش الاحتلال من أنهم لا يجدون أهدافاً قابلة للقصف في القطاع، لتنفيذ قرار المجلس الوزاري المصغر، القاضي بشن موجة من عمليات القصف الجوي على نشطاء المقاومة ومواقعها، وتحديداً التابعة لحركتي «حماس» والجهاد الاسلامي.
وفي المقابل، أمطرت المقاومة الفلسطينية المستوطنات والمواقع الاسرائيلية بوابل من الصواريخ المحلية الصنع. وبحسب بيانات منفصلة لفصائل المقاومة، فإن عمليات إطلاق الصواريخ تأتي رداً أولياً على مجازر الاحتلال، متعهدة باستمرار المقاومة والجهاد حتى التحرير مهما بلغت التضحيات.