strong>إسرائيل سمحت لها بإجراء تدريبات عسكرية قرب أريحا
لا يزال مخطّط دعم قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة «حماس» يسير قُدماً في الإدارة الأميركية وإسرائيل، رغم الجهود الفلسطينية الداخلية لإدامة التهدئة.
فقد أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، في شهادة مكتوبة قُدمت الى الكونغرس خلال جلسة استماع، أن ادارة الرئيس جورج بوش قد تطلب تصريحاً من الكونغرس لاستخدام 27 مليون دولار من الأموال الفائضة لتعزيز قوات عباس. وقال إن «العنف الذي جرى أخيراً في غزة، وما نتج منه من خسائر في الأرواح الفلسطينية والإسرائيلية أبرز أهمية هذا البرنامج». وأضاف، مشيراً الى السنة المالية الأميركية لعام 2006 التي انتهت في 30 أيلول عام 2006، «سنطلب على الأرجح موافقتكم على استخدام الأموال المتاحة الفائضة من السنة المالية لعام 2006 لتقديم مزيد من الدعم للرئيس عباس وهو يعمل على إعادة النظام والأمن».
وكان الكونغرس قد أعطى ادارة بوش في نيسان الماضي تصريحاً بإنفاق نحو 60 مليون دولار لتقديم مساعدات ومعدات «غير قاتلة» لتدريب وتسليح الحرس الرئاسي الفلسطيني.
أما المنسّق الأميركي في الأراضي الفلسطينية الجنرال كيث دايتون، فأشار من جهته الى «تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في غزة» وضرورة استخدام المساعدة المالية لهذا البرنامج. وأضاف «علينا أن نبقى متنبّهين للتحديات الخطيرة التي تواجهها قوات الأمن الموضوعة بإمرة الرئيس عباس».
وشدّد دايتون، أمام اللجنة، على أن الحرس الرئاسي لن «يتحوّل إلى تهديد لإسرائيل». وردّ على القلق من تجربة الماضي عندما تدرّب الفلسطينيون في الولايات المتحدة وتجهزوا بسلاح استخدموه ضد اسرائيل مع نشوب الانتفاضة، بالقول «هناك وسائل عملية جداً ضامنة» تتعلق باختيار دقيق للأشخاص ازاء رؤيتهم للانضمام إلى منظمة «إرهابية» او لخرق حقوق الإنسان.
ورأى دايتون أن «حماس ستدفع في نهاية الأمر الثمن. وأنا أؤمن بأن الجهد الذي نبذله لتحسين القانون والنظام والأمن، سيسمح لأبو مازن وقواه بالفوز في الانتخابات المقبلة. وأن الطريقة الوحيدة للتخلص من حماس ستكون عبر صناديق الاقتراع. وينبغي ان يكون هناك قانون ونظام على أرض الواقع».
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن إسرائيل وافقت، بعد طلب أميركي، على أن تجري قوات حرس الرئاسة تدريبات في مناطق محاذية لمدينة أريحا في الضفة الغربية.
وكانت هذه القوات قد أجرت أخيراً تدريبات مشابهة في مصر، فيما التدريبات التي بدأت أخيراً في الضفة الغربية تتم بشكل تدريبات كالتي تجريها كتيبة عسكرية رغم أن نشاط هذه القوات في الضفة والقطاع لا تجري في إطار كتائب بل بمستوى أقل.
وبحسب «هآرتس»، فإنه سبق الموافقة الإسرائيلية على إجراء هذه التدريبات قبول بتمرير آلاف البنادق والذخيرة للحرس الرئاسي الفلسطيني، من الأحجام الصغيرة وليس المدافع الرشاشة.
واشارت الصحيفة إلى أن النقاش مستمر داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية حول نتائج الاقتتال الفلسطيني الداخلي. ويرى المسؤولون في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في شعبة الاستخبارات العسكرية، أن قوات «حماس» تفوقت على قوات «فتح»، التي تتمثّل بقوات الأمن الوطني، وأن قوات «حماس» هي القوة الأولى في القطاع وبإمكانها حسم القتال أمام «فتح»، التي تتفوق في الضفة الغربية.
ويرى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفراييم سنيه وجهاز «الشاباك» أنه رغم وجود تراجع في قوة «فتح»، إلا أن المعركة لم تحسم بعد بين الجانبين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)