أظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه أمس، أن «نحو ثلثي عدد المسلمين في الولايات المتحدة يرون أنه ليس ثمة تعارض بين كون المرء مسلماً ورِعاً والعيش في مجتمع غربي». ويظهر، أول استطلاع على المستوى القومي بشأن مشاعر مسلمي أميركا، أجراه مركز «بيو» للبحوث في واشنطن، أن «المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة أكثر اندماجاً من نظرائهم في أوروبا، وهم يتمتعون بمستويات معيشية أفضل، إلا أن غالبيتهم يتشككون في النوايا الأميركية في الحرب على الإرهاب، كما أصبحوا أشد خوفاً منذ هجمات 11 أيلول عام 2001ويشير الاستطلاع إلى أن التأييد للتطرف الإسلامي هو أقل بكثير بين مسلمي الولايات المتحدة من نظرائهم في البلدان الغربية الأخرى. «ومع ذلك، فإنه لا تزال هناك جيوب مهمة لتأييد القاعدة وأساليبها. فقد ذكر 8 في المئة أن العمليات الانتحارية هي في الغالب أو أحياناً مبررة. وكان لـ 5 في المئة آراء تميل بشدة أو بدرجة ما إلى تنظيم القاعدة».
وبالنسبة للنوايا السياسية للولايات المتحدة، فقد كان المسلمون أكثر تشككاً. وأعرب 40 في المئة منهم فقط عن اعتقادهم بأن مجموعة عربية هي المسؤولة عن هجمات 11 أيلول على نيويورك وواشنطن، ولم تحدد إلا قلة فقط الجهة الأخرى المسؤولة ما لم تكن مجموعة عربية.
وأعرب 22 في المئة فقط، عن اعتقادهم بأن ما يسمى الحرب على الإرهاب هي «جهود مخلصة» للتصدي للإرهاب في جميع أنحاء العالم.
وقال أكثر من النصف إن الحياة ازدادت صعوبة في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 أيلول عام 2001. بل إن المسلمين الأكثر ثراءً ومتخرّجي الجامعات كانوا أشد قلقاً. وقال ثلثاهم إن الحياة تغيرت منذ عام 2001.
وتختلف هذه النسب بشدة عن مثيلاتها بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا الغربية.
وهذه النتائج في جانب منها هي تعبير عن موقف المسلمين في المجتمع الأميركي. فنسبة المسلمين من أصحاب الدخل المنخفض في الولايات المتحدة تتكافأ مع نسبة هؤلاء في المجتمع ككل. بينما تزيد النسبة بحوالى 20 في المئة بين المسلمين في أوروبا الغربية.
وقال نحو نصف الذين شاركوا في الاستطلاعات إنهم يعتبرون أنفسهم مسلمين أولاً وأميركيين ثانياً، في مقابل 28 في المئة قالوا العكس.
ووجدت نتائج مماثلة في فرنسا، لكن 81 في المئة من المسلمين البريطانيين وضعوا الدِّين قبل الجنسية.
(د ب أ)