غزة ــ رائد لافي
6 شهداء ومقتل مستوطن و«رسائل جوية» لهنية


استشهد ستة فلسطينيين، خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم خمسة من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، وقيادي في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في غارات إسرائيلية مكثّفة على قطاع غزة، فيما نجحت المقاومة الفلسطينية في قتل مستوطن في قصف بالصواريخ على بلدة سديروت المتاخمة، وجددت الفصائل الفلسطينية رفض التهدئة غير المتزامنة.
في هذا الوقت، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من انهيار حكومة الوحدة الوطنية. وقال، خلال اجتماع له مع عدد من رؤساء العشائر ورجال الإصلاح في مدينة غزة، إن «حكومة الوحدة الوطنية قد لا تكون هي الأفضل أو الأرقى، إلا أن البديل إذا دمرت سيكون المزيد من الويلات والدمار والمعاناة للشعب الفلسطيني».
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه قدم خططاً للفصائل الفلسطينية للتهدئة مع إسرائيل «بما يحمل إسرائيل على وقف عدوانها على شعبنا في القطاع، ومن ثم ننتقل إلى الضفة الغربية لتكون التهدئة شاملة». وأضاف: «إن الحديث سيدور عند تحقيق التهدئة في الضفة الغربية عن المناطق التي احتلتها إسرائيل في 28 أيلول2000، لإعادتها للسيادة الفلسطينية واحدة تلو الأخرى».
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد القيادي في كتائب القسام عماد شبانة (37 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته وسط مدينة غزة، في السابع عشر من الشهر الجاري.
وكان خمسة من عناصر القوة التنفيذية الموالية لحركة «حماس» قد استشهدوا أول من أمس وأصيب آخرون، بينهم مدنيون وأطفال، في غارة إسرائيلية شنتها الطائرات الحربية من طراز «اف 16» الأميركية الصنع على موقع «حطين» التابع للقوة في حي الزيتون في مدينة غزة. وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في غزة إن الشهداء هم، عادل الصيفي وعلي النشار ومحمد الديري وشوقي قلجة وثائر دلول، وقد وصلوا إليها جثثاً ممزقة ومحترقة.
في المقابل، اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية بمقتل مستوطن، وإصابة ثلاثة آخرين في بلدة سديروت، المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48، في قصف بالصواريخ تبنته «كتائب القسام»، التي رأت، في بيان، أن الاعتراف الإسرائيلي بالخسائر جراء صواريخ القسام يأتي ليرد على «كل الأصوات النشاز التي تصف هذه الصواريخ بالعبثية والحمقاء وليؤكد أن هذه الصواريخ قد أربكت العدو وحققت توازن الرعب والردع مع الاحتلال الصهيوني».
ووصف رئيس الوزراء إسماعيل هنية ما يتعرض له القطاع من عدوان إسرائيلي بأنه «حرب حقيقية». وقال إن «الحملة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ستبوء بالفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وتماسكه».
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت غارات جوية على نقطة حراسة قريبة من منزل هنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وهذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها الطائرات الحربية على مدار يومين متتالين نقاط الحراسة القريبة من منزل هنية، ما اعتبرته حركة «حماس» بمثابة «رسائل جوية» من الاحتلال بإمكان اغتياله.
وحذرت الحركة دولة الاحتلال من مغبة المساس بشخص هنية، وأي من قياداتها وعناصرها. وقالت إن الاحتلال سيتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات الإقدام على أي «حماقة» بالمساس برموز الشرعية الفلسطينية والتعرض لحياتهم.
ورفض الجناحان العسكريان لكل من حركتي «حماس» و«فتح» إبرام اتفاق تهدئة جزئية مع إسرائيل، وأصرتا على ألا تقتصر التهدئة على قطاع غزة، وأن تشمل الضفة الغربية، حيث خطفت قوات الاحتلال أول من أمس وزير الدولة الفلسطيني وصفي قبّها.