رام الله ــ سامي سعيد
دحلان وأبو شباك والمشهراوي يعدّون خطّة للنهوض بالأجنحة العسكرية لـ«فتح»


كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ «الأخبار» أمس، عن أنه بعد موجة الاشتباكات المسلحة وحالة الاقتتال الداخلي التي وقعت في قطاع غزة بين حركتي «فتح» و«حماس»، وعقب تحذيرات أرسلتها السلطة الفلسطينية إلى الإدارة الأميركية من انهيار الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قررت الإدارة الأميركية دعم حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقوات الموالية له والخاضعة تحت سيطرته في محاولة لإيجاد توازن في القوة بالمقارنة مع القوة التي تملكها حركة «حماس»، «والتي لم تستخدم منها الا القليل»، حسبما أشير إليه في التقارير والتحليلات التي أرسلت إلى الإدارة الأميركية.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن الإدارة الأميركية ستعمل خلال الاسابيع القليلة المقبلة على الضغط على الحكومة الاسرائيلية لفتح مراكز تدريب للأجهزة الامنية التي تتبع أبو مازن في مدن الضفة الغربية المحتلة، شرط عدم اقتحامها أثناء نشاطات جيش الاحتلال في مدن الضفة ومناطقها.
وأشار المسؤول إلى أن مركز التدريب الرئيسي في مدينة اريحا سيعاد فتحه لتدريب حرس أبو مازن والقوات الموالية له تحت إشراف خبراء أمنيين من دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة، مشدّداً على أن الإدارة الأميركية قررت منح القوات الموالية لعباس عشرين مليون دولار دعماً أولياً لتنفيذ التدريبات اللازمة في معسكرات التدريب، التي سيشهد الشهر المقبل افتتاح العديد منها في الضفة وغزة.
وأوضح المسؤول أن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد أيضاً عملية تزويد حرس الرئاسة بكميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة المتطورة التي ستنقل إلى مقار أمن الرئاسة في مدينتي رام الله وغزة، مشدّداً في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة ستعمل عبر معسكر تدريب أريحا بإشراف المنسق الأميركي لقوات أمن السلطة الجنرال كيث ديتون على تدريب نحو ألفي عنصر من حرس أبو مازن بهدف رفع مستوى أدائهم وتأهيلهم للقيام بمهمات «قمع» ضد نشطاء «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إذا لزم الأمر.
وسترسل الولايات المتحدة وفداً أمنياً إلى الضفة الغربية المحتلة للإشراف على عمليات تدريب حرس الرئيس الفلسطيني بالاضافة إلى عناصر أمنية من القوات الموالية لعباس حيث سيعمل الوفد على إعداد مراكز التدريب والاشراف المباشر عليها من خلال وضع خطط أمنية في شتى المجالات العسكرية التي ستخدم العسكريين الفلسطينيين اثناء عملهم مع قيادة الرئاسة الفلسطينية.
وضمن خطة دعم قوات عباس، أكد المسؤول الكبير أن شاحنات محملة بالسلاح والعتاد العسكري المتطور كانت تستعد لدخول قطاع غزة من مصر عن طريق معبر رفح الحدودي، لكن الاقتتال الداخلي الأخير أجّل دخولها خشية اكتشاف أمرها والسيطرة عليها كما جرى في المرة الماضية، حين أدخلت الرئاسة الأسلحة واندلعت اشتباكات مع عناصر «حماس» التي استولت على بعض الأسلحة المتطورة التي كانت في طريقها لأبو مازن.
وقال مسؤولون أميركيون إن الإدارة الأميركية تنوي توسيع دائرة دعمها، لتشمل قوات أخرى موالية لعباس وهي تلك القوات التي يقودها قادة كبار في حركة «فتح» التي يتزعمها أبو مازن.
وعلمت «الأخبار» أيضاً أن إسرائيل ستفرج عن عشرة ملايين دولار من الأموال المستحقة للسلطة والمحتجزة لديها وستودعها في حساب أبو مازن للمساهمة في تقويته، بعدما قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أخيراً إن «عباس من دون دعم زعيم ضعيف لا يمكن العمل معه».
ويعمل فريق قريب من أبو مازن، يضم القيادي «الفتحاوي» البارز محمد دحلان ومدير الأمن الداخلي رشيد أبو شباك والمسؤول في الأمن الوقائي سمير المشهراوي، على تجهيز خطة عسكرية للنهوض بالأجنحة المسلحة لحركة «فتح» وتلك التابعة لهم في الأجهزة الأمنية ليكونوا قادرين على صد أي هجوم لـ«حماس» على قادة وزعاماتها.
وتعمل «حماس» في الإطار نفسه على التقرب من بعض القادة الأمنيين ودعم بعض الضباط الميدانيين في أجهزة الأمن للتأثير عليهم في أي اشتباكات داخلية قد تحدث في المستقبل، ولكي تكسبهم في صفوفها وتجعل من الصعب بمكان السيطرة عليهم وإقحامهم في أي اشتباكات داخلية، وبذلك تضمن «حماس» أن تسيطر في حالة عودة الاقتتال على الشارع الفلسطيني من دون أن يتمكن هؤلاء القادة من الوقوف في وجهها.