strong>على وقع المناورات البحرية الأميركية قبالة السواحل الإيرانية، وعشية بدء المفاوضات بين واشنطن وطهران حول الوضع في العراق، تتصاعد حدة المواجهة بين البلدين على المستوى الأمني، في محاولة استباقية لقرار جديد مفترض في مجلس الأمن يشدّد العقوبات على النظام الإسلامي
بدأت فصول الحرب الأمنية الخفيّة بين طهران وواشنطن تزداد حدة، عقب إحالة تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن النشاط النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. ونقلت صحيفة «صنداي تلغراف» أمس عن مصادر استخبارية أميركية قولها إن الرئيس جورج بوش صادق على قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بشن عمليات سرية، وصفتها بـ«السوداء»، داخل إيران تهدف إلى تغيير النظام.
وقالت الصحيفة «إن الرئيس بوش وقّع وثيقة تصادق على خطط للسي آي إيه لشن حملة دعائية وتشويهية تهدف إلى زعزعة نظام الملالي في إيران وإسقاطه، وممارسة ضغوط على الاقتصاد الإيراني من خلال التلاعب بعملة البلاد وتعاملاتها المالية الدولية».
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية قد نقلت عن وزارة الاستخبارات قولها إنه «تم رصد وتفكيك شبكات تجسس مرتبطة بأجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الاحتلال (الأميركي) في العراق وبدعم من بعض المجموعات والحركات العراقية، وذلك في غرب وجنوب غرب ووسط إيران»، من دون المزيد من التوضيحات. ونقلت وزارة الخارجية الإيرانية «احتجاجاً شديد اللهجة» الى السفير السويسري في طهران فيليب فيلتي الذي يمثّل المصالح الأميركية.
في هذا الوقت، وصفت إيران المناورات العسكرية الأميركية أمام سواحلها بأنها تهدف إلى «رفع معنويات الجنود الأميركيين،» وذلك بعد أيام من دخول مجموعة كبيرة من السفن الحربية الأميركية الخليج في استعراض للقوة.
وتضم السفن الحربية، التي بدأت مناورات عسكرية في الخليج يوم الخميس وتستمر لأسبوعين، حاملتي طائرات تعملان بالطاقة النووية، وعلى متنهما 17 ألف جندي و140 طائرة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني المقبل غوردن براون قد رفض استبعاداً كاملاً لاحتمال تدخل مسلح في إيران. وقال، في بريستول في جنوب بريطانيا، إنه من الأفضل أن يسوّى الخلاف حول الملف النووي الإيراني «عبر الضغوط الدبلوماسية»، رافضاً إعطاء ضمانات بعدم حصول ضربة عسكرية لإيران.
في هذا الوقت، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله، أثناء جولاته على محافظة أصفهان (وسط)، إن «القوى المتغطرسة مستعدة للقبول بتقنية إيران النووية بشرط أن تكون إيران تابعة لها في ما خص القضايا الدولية»، مشدداً على ازدراء الشعب الإيراني لهذا الكلام «الفارغ والتافه والباطل».
وأكد نجاد أن بعض الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان تقتل يومياً نحو مئة شخص في العراق وفلسطين، متسائلاً كيف تجرؤ هذه الدول أن تدّعي بأنها قلقة بشأن خرق حقوق الإنسان في دول أخرى؟
أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي فقد جدّد رفض بلاده الطلبات الدولية بتعليق تخصيب اليورانيوم. وقال إنه يتعين على الغرب أن يعترف تماماً بحق إيران في هذا الصدد.
وأشار متكي إلى أن «الغضب الغربي إزاء تصريحات رئيس وكالة الطاقة محمد البرادعي، التي مفادها أنه يتعين السماح لإيران بان تحتفظ ببعض الأنشطة الخاصة بتخصيب اليورانيوم، أثبت مرة أخرى الطبيعة السياسية وليس الطبيعة الفنية للنزاع».
وفي السياق، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن «اللقاء المقرر بين كبير مفاوضيها علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حول الملف النووي، سيعقد في موعده في 31 أيار»، ولم يرجأ كما أعلن سابقاً.
إلى ذلك، قال النائب السابق للرئيس الإيراني، محمد علي أبطحي، إن الرئيس السابق محمد «خاتمي سيترشح في الدورة العاشرة للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2009».
وأوضح أبطحي، عضو جمعية علماء‌ الدين المناضلين «روحانيون»، في كلمة ألقاها في جامعة المفيد في قم وسط البلاد، أن «خاتمي لم ينف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إن حضوره في الساحة يعتبر أمراً ضرورياً، لذلك فإنه سيدخلها ثانية».
(يو بي آي، ا ف ب،
ارنا، مهر، رويترز، د ب ا)