موسكو - حبيب فوعاني
عادت مشكلة تمويل مشروع بناء مفاعل بوشهر النووي الإيراني الى دائرة التجاذب بين موسكو وطهران، مع دعوة نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي لشؤون الاحتكارات الطبيعية، فالينتين ميجيفيتش الجمعة الماضي، روسيا إلى التوقف عن عمليات البناء إذا لم تبادر طهران إلى تمويل المشروع.
وقال ميجيفيتش إن «الموقف الإيراني في هذا الوضع غير مفهوم. فمن ناحية، تعلن طهران عن رغبتها في إنجاز المشروع بأسرع وقت ممكن، ومن ناحية أخرى، لم تتسلّم روسيا من مبلغ الـ120 مليون دولار الذي يتعين على الجانب الإيراني تسديده، إلا ما يزيد على 20 مليون دولار»، مشيراً الى أن المشروع بالنسبة إلى روسيا تجاري بالمرتبة الأولى وليس سياسياً.
وتوقّع عضو لجنة مجلس الدوما الروسي للطاقة والنقل والاتصالات، فيكتور أوبيكونوف، أن يُجمَّد بناء المفاعل صيفاً إذا لم يتم استئناف التمويل الطبيعي للمشروع خلال شهر أو اثنين.
ويرى مستشار نائب رئيس مجلس الدوما، رجب صفاروف، أن اتهام روسيا لإيران بإيقاف تمويل مفاعل بوشهر لم يكن مصادفة، إذ إن لهجة الدبلوماسية الروسية بالنسبة إلى طهران اشتدت فقط عندما آن الأوان حسب الاتفاق بين الجانبين لتوريد الوقود النووي الروسي اللازم للمفاعل، الذي أصبح جاهزاً بنسبة 80 في المئة، فيما تبيّن على حين غِرة أن إيران لم تسدّد بالكامل مستوجباتها المالية. ويرى صفاروف أنه «من الواضح أن مواقف موسكو وواشنطن من المشكلة الإيرانية أصبحت الآن متقاربة أكثر مما بدا الأمر قبل وقت قليل». ويقول إن «روسيا ارتكبت خطأً استراتيجياً بمساندة القرار 1747» الدولي، ضد إيران. وأسِف لأن «مجموعة ضئيلة من الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة تجبر هيئات دولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرارات تصب في مصلحتها».
أما الأوساط السياسية الإيرانية فهي على اقتناع بأن إيران أصبحت منذ نهاية عام 2006 سلعة للمساومة في الحوار الأميركي ــــ الروسي. ولم يستبعد مصدر دبلوماسي مطّلع أن يكون الأميركيون والروس قد توصّلوا إلى اتفاق في شأن إيران، وأن يكون «الأميركيون قد وعدوا، في المقابل، بتجميد توسيع الأطلسي نحو القوقاز أو أوكرانيا وبالمساعدة في انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية». وأضاف المصدر إنه «من الممكن أن تكون واشنطن قد وعدت موسكو بتعويض الخسائر، التي ستترتب على الخروج من السوق الإيرانية».
ويرى رئيس تحرير مجلة «بروفيل» الروسية ميخائيل ليونتيف أن إيران توقفت عن تمويل المشروع المذكور بعدما اصطدمت بالمماطلة الروسية الصريحة. ويعيد ليونتيف ذلك إلى وجود «حلبات صراع كثيرة أهم بين روسيا والولايات المتحدة تريد موسكو التفرغ لها وترك إيران لمشيئة الأقدار».
وأشارت الصحيفة الإلكترونية «روس بالط» إلى أن روسيا لذلك أخذت ترقص فجأةً على وقع الأنغام الغربية، متسائلة «هل يعدّ ذلك الأمر مربحاً لروسيا؟».