القاهرة ــ خالد محمود رمضانغزة ــ الأخبار

لم تفلح الاعتداءات الإسرائيلية في تثبيت الهدنة الداخلية الفلسطينية، التي انتهكت أمس رغم اجتماعات القاهرة، التي من المقرر أن تجمع حركتي «حماس» و«فتح» إلى طاولة واحدة لتخطّي الخلافات العالقة


اندلعت اشتباكات محدودة أمس بين عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة «حماس» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، جرّاء خلاف على سيارة رباعية الدفع، وهو ما أعاد سكان القطاع إلى مشاهد المعارك الدامية التي دارت رحاها خلال الأسابيع الماضية، ودفعهم إلى تموين منازلهم خشية تصاعد حدة المواجهات.
وتباينت روايتا حركتي «حماس» و«فتح» حول الاشتباكات؛ ففيما قالت مصادر إعلامية مقربة من «فتح» إن الاشتباكات اندلعت أثناء محاولة عناصر من الأمن الوطني استرداد سيارة استولت عليها «حماس» خلال الاقتتال الأخير، قالت مصادر في «حماس» إن ست سيارات رباعية الدفع وبرفقتها رافعة آلية حاولت الاستيلاء على سيارة تعود لـ «كتائب القسام» متوقفة في مخيم الشاطئ منذ ثلاثة أيام لدواع أمنية بفعل القصف الاسرائيلي.
وقالت مصادر محلية إن سيارة تابعة لقوات الأمن الوطني اصطدمت بأحد أعمدة الكهرباء في المخيم، جراء السرعة خلال الاشتباكات، الأمر الذي أوقع عدداً من الإصابات.
وسادت حال من التوتر الشديد في أعقاب الحادثة، وهو ما استدعى نشر الطرفين، وخصوصاً أفراد الأجهزة الأمنية، عناصرهما في الشوارع ومفترقات الطرق الرئيسة، ونصب الحواجز، والعودة إلى المربعات الأمنية في محيط منزل الرئيس محمود عباس، وقادة الفريقين، والمقار الأمنية.
وسارع سكان غزة إلى التزود بالمواد الأساسية، والعودة إلى منازلهم، حيث خلت الشوارع في لحظات من المارة والسيارات، خوفاً من عودة شبح الاقتتال الداخلي، الذي لم يمض عليه وقت طويل ليسقط من ذاكرتهم. وتأتي الاشتباكات الجديدة قبل أيام من المباحثات الفصائلية التي تحتضنها القاهرة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن وفداً قيادياً يمثل حركة «حماس» سيصل اليوم إلى العاصمة المصرية، لينضمّ إلى وفد قيادي من حركة «فتح» يجري مباحثات مع القيادة المصرية منذ يومين.
وبحسب المصادر نفسها، فإن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، المقيم في دمشق، سيرأس وفد الحركة، الذي سيضم في عضويته قادة من الداخل والخارج.
وكانت القاهرة قد وجهت دعوات رسمية إلى الفصائل الفلسطينية الخمسة الرئيسة وهي حركات «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي»، والجبهتان «الشعبية» و«الديموقراطية» لتحرير فلسطين، لإجراء مشاورات منفردة مع القيادة المصرية، تمهيداً لعقد حوار وطني شامل.
وقالت المصادر إن المشاورات مع القيادة المصرية ستشمل إضافة إلى الاجراءات الكفيلة بعدم انفلات الأوضاع الداخلية وعودة الاقتتال الداخلي بين حركتي «فتح» و«حماس»، ملف التهدئة الشاملة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وعقد رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان اجتماعاً مغلقاً مع وفد حركة «فتح». وقال المتحدث الرسمي باسم «فتح» عبد الحكيم عوض، إن الحركة وافقت على اقتراح سليمان إجراء حوار ثنائي مع حركة «حماس» منتصف الأسبوع المقبل في القاهرة لبحث تثبيت الهدنة بين الحركتين.
ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية عن عوض قوله ان وفدي «فتح» و«حماس» سيلتقيان «على مستوى رفيع لاتخاذ قرارات استراتيجية من أجل طي صفحة الاقتتال الداخلي إلى الأبد، ومن أجل التحرك نحو الأفق السياسي للقضية الفلسطينية». وأضاف أن «سليمان سيعرض هذا المقترح على وفد حماس عندما يلتقيه».
وشدّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، خلال اجتماعه مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد، على ضرورة بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بهدف إيجاد المناخ الملائم لاستئناف المفاوضات وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبراً أن استفزاز إسرائيل لا يؤدي إلا إلى منح الذريعة لقوات الاحتلال للقيام بالمزيد من الأعمال العسكرية.
ونفى الأحمد ان تكون المحادثات التي اجراها وفد حركة فتح في القاهرة مع أبو الغيط وسليمان قد أدت إلى «صوغ ورقة مبدئية حول الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة».