بغداد ــ الأخبار
هاجمت حركة «الوفاق الوطني»، التي يتزعّمها رئيس الحكومة العراقية السابق إياد علّاوي، أمس «الناكثين بعهدهم للعراق والمتنكّرين لهويته العربية والإسلامية والقوميات الشريكة»، في وقت شبّه فيه التيار الصدري الاستراتيجيّة الأميركيّة الجديدة، بالسياسة التي اتّبعت مع نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
ورأى حزب علاوي، في بيان أمس، أنّ «زيارات علاوي وكوادر الحركة والقوى الوطنية المختلفة للدول العربية والإسلامية هي لدعم مسيرة العراق وإنقاذه من بحر الدماء»، موضحاً أنّ «خروج العراق من محنته لا يتمّ من دون دعم عربي، ومن هذا المنطلق نستنكر تأويلات هؤلاء المغرضين لزيارات علاوي لهذه الدول».
ولفت البيان إلى أنّ «حركتنا تشدّد على أنّ هؤلاء المغرضين سيزدادون فشلاً ما داموا يتنكّرون للحقيقة، ولن يبقى الشعب العراقي يدفع مئات الشهداء وملايين النازحين جراء جهلهم وتآمرهم»، موضحاً أنّ «مشروعنا العراقي سيبقى متمثلاً بالقوى الوطنية التي هي الضمان لإنقاذ العراق».
واتّهم الحزب القيّمين على «القوانين الجائرة» المتمثّلة بحلّ الجيش ومؤسّسات الدولة، بإيصال البلاد إلى ما هي عليه، مشدّداً على أنّه كان أوّل «المتصدّين لسياسة المحاصصة الطائفية والعنصرية»، و«الداعين إلى ضرورة بناء مؤسسات الدولة القوية العصرية على أسس وطنية ومهنية».
وفي السياق، رأى رئيس «الكتلة الصدرية» في مجلس النوّاب نصّار الربيعي أنّ الولايات المتّحدة «لا تمتلك أيّ استراتيجية في العراق، وإنّما سلسلة تكتيكات، لأنّ الاستراتيجية الوحيدة كانت سقوط نظام صدّام».
وأوضح الربيعي أنّه «بعد سقوط نظام صدّام وقعت الولايات المتّحدة في خطأ كبير، حيث اعتقدت أنّ الأحزاب السياسية التي اجتمعت معها في مؤتمري لندن وصلاح الدين قادرة على مسك الأرض العراقية»، لكنّها اكتشفت أن «غالبيّة الشعب العراقي رافض للاحتلال».
من جهة أخرى، ذكر الموقع الإلكتروني لـ«المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» أنّ «الائتلاف العراقي الموحّد» الشيعي، الذي يضمّ إلى جانب المجلس و«التيّار الصدري» وحزب «الدعوة» 3 تنظيمات شيعيّة أخرى، دعا إلى الإسراع في إنجاز مسألة التعديل الوزاري الذي طرحه رئيس الحكومة نوري المالكي على البرلمان الأسبوع الماضي.
وفي واشنطن، ذكر السيناتور الجمهوري جيف سيشنز أنّه وزملاءه في الكونغرس الأميركي يتوقّعون خفض عديد القوات الأميركية في العراق بعد أيلول المقبل، وهو الموعد الذي حدّده الديموقراطيّون والجمهوريّون للرئيس جورج بوش لتلمّس نتائج إيجابيّة على الصعيد الأمني، وعلى صعيد الأداء السياسي للحكومة العراقيّة.
وقال سيشنز، وهو عضو لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ، في مقابلة مع تلفزيون «سي بي اس»، إنّ التقرير حول تقدّم الوضع في العراق، الذي يفترض أن يصدره قائد القوّات الأميركية في العراق دايفيد بيتراوس، سيكون فرصة لخفض عديد القوات الأميركية البالغ قوامها 147 ألف جندي.
ووصف سيشنز استراتيجية بوش في العراق، حيث تم بموجبها نشر أعداد إضافية من الجنود، بأنّها «الدواء المرّ» الذي قبله المشرّعون الأميركيون «بسبب العنف في العاصمة العراقية».
وتشكّل هذه التصريحات آخر مؤشر من حلفاء بوش في الحزب الجمهوري في الكونغرس إلى رغبتهم في «تغيير المسار» في العراق بحلول الخريف المقبل.
أما السيناتور الديموقراطي كارل ليفين، الذي يرأس لجنة القوّات المسلّحة، فقال من جهته، في حديث مع «سي بي أي» أوّل من أمس، إنّ استراتيجية بوش فاشلة وليس هناك أيّ سبب للإبقاء على مستويات القوات الحالية حتى أيلول المقبل، متسائلاً «لمَ الانتظار حتى أيلول؟ هناك نساء ورجال يموتون في العراق. لماذا لا نغيّر المسار الآن؟».
ميدانيّاً، قضى في العراق، أمس، 42 شخصاً في تفجيرات وحوادث متفرّقة، بينهم 24 في تفجير شاحنة مفخخة بالقرب من مسجد عبد القادر الكيلاني في وسط بغداد، كما أفادت الشرطة العراقيّة بأنّها عثرت على 15 جثّة في أنحاء متفرّقة من البلاد.