strong>تلعب طهران هذه الايام اوراقها بامتياز على الساحة الدولية، مستفيدة من التورط الاميركي في العراق وسياسات واشنطن التي تتعرض لانتقادات داخلية وخارجية حادة. وبدلاً من الانصياع لمطالب الغرب بوقف انشطتها النووية، تحاول ايران استثارة غضب القوى الغربية بالهروب الى الامام، معلنة عن استعدادها لمساعدة دول الجوار على امتلاك برامج نووية «سلمية»
كررت طهران امس دعوتها دول الجوار، لا سيما دول الخليج العربي، الى الاستفادة من خبراتها في المجال التقني النووي، معلنة عن استعدادها للمساعدة على تطوير برامج نووية سلمية في هذه الدول.
وقال وزير الخارجية منوشهر متكي إن «الجمهورية الاسلامية اعلنت عن استعدادها لنقل تجاربها النووية الى بلدان الجوار». وأضاف، في مؤتمر بدأ اعماله في طهران امس تحت عنوان «أمن الخليج الفارسي من زاوية القوانين الدولية»: «يمكن إيران ان تتعاون مع دول الخليج في تقديم التكنولوجيا تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ونحن جادّون في هذا الشأن».
وأضاف متكي، من جهة أخرى، أن مصر رحّبت بعرض الرئيس محمود أحمدي نجاد إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة مع ايران، مشيراً الى «رسالة (تلقاها من نظيره) احمد ابو الغيط الذي رحب بدعوة الرئيس الايراني».
وفي السياق، قال نجاد إن الشعب الايراني هو «رائد في حمل راية العدالة، وإن القوى الكبرى تخشى الجانب الاخلاقي الذي تروّج له ايران في العالم». وأضاف نجاد، خلال جولة في محافظة اصفهان، أن الشعب الايراني يستخدم الطاقة النووية من اجل خدمة السلام والامن العالميين، مشيراً إلى أن الغرب «لا يرغب في استخدام هذه الطاقة لرفاهية الشعب ومصلحته وكرامته الانسانية‌، وإن سبب مواجهتهم لنا يعود الى ذلك».
وانتقدت طهران امس «الضغوط السياسية» التي تمارسها الولايات المتحدة والاوروبيون، على المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي، الذي اكد أنه يجب السماح لطهران بتخصيب كميات محدودة من اليورانيوم من دون بلوغ مرحلة صناعية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، إن «الضغوط السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية على البرادعي بسبب تصريحاته التقنية والقانونية تتناقض مع استقلالية الوكالة وتضعف موقعها وموقع مديرها».
وعلق حسيني على تصريحات رئاسة الاتحاد الاوروبي، التي اعربت عن قلقها حيال قضايا حقوق الانسان في ايران، قائلاً «ان الجمهورية الاسلامية ترى بيان رئاسة الاتحاد الاوروبي تدخلاً في شؤونها الداخلية، وتعلن تنديدها الشديد له».
وأوصى حسيني الرئاسة الحالية للاتحاد «أن تولي جل اهتمامها لموارد خرق حقوق الانسان في دول هذا الاتحاد مثل قضية السجون السرية واستخدام المطارات الاوروبية من وكالة الاستخبارات الاميركية لنقل المعتقلين وانتهاك حقوق الأقليات العرقية والدينية ولا سيما المسلمة والمهاجرين واللاجئين».
وفي موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء، عن نائب وزير الخارجية سيرغي كسيلياك اعرابه عن «خيبة كبرى» لدى بلاده تجاه الموقف الايراني، الذي لم يلبّ مطالب الأسرة الدولية بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم، مضيفاً «نتوقع من طهران مراجعة موقفها».
إلى ذلك، اعلن مدير قسم وسائل الإعلام الاجنبية في وزارة الثقافة الايرانية محسن مقدس زاده، انه سمح لقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية باستئناف نشاطها باللغتين العربية والانكليزية في ايران، وذلك بعدما منعها البرلمان الايراني في 6 أيار الماضي الدخول الى حرمه بسبب «اهانة» المرجع آية الله علي السيستاني في احد برامجها.
(ا ف ب، يو بي آي، اب، رويترز، مهر)