غزة ــ رائد لافيرام الله ــ الأخبار

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مسبقاً أي جهود فلسطينية لإعادة العمل بـ«تهدئة الصواريخ»، في وقت واصلت فيه قواته اعتداءاتها على قطاع غزة، حيث استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة بانفجار عرضي، فيما استشهد مقاومان في الضفة الغربية، حيث طالت عمليات خطف المسؤولين نائباً من حركة «فتح»

اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقاومين من «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، عبد الكريم شعت (21 عاماً) ومحمد أبو معمر (22 عاماً)، خلال عملية تسلل نفذتها فجر أمس في منطقة كرم أبو معمر، القريبة من معبر «صوفا» شمالي شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أصيب فيها أيضاً أربعة فلسطينيين.
واتهم مصدر طبي قوات الاحتلال بإعدام الشابين شعت وأبو معمر، مشيراً إلى أن «جنود الاحتلال قتلوا الشابين بعد اعتقالهما وتقييد أيديهما من الخلف، وأطلقوا النار من مسافة قريبة على الجزء العلوي من جسديهما».
كما قتل ثلاثة من مقاومي حركة «الجهاد الإسلامي» في انفجار في وسط قطاع غزة. وقال مصدر أمني فلسطيني إن الثلاثة قتلوا في ما يطلق عليه «حادث عمل» على ما يبدو عندما انفجرت عبوة كانوا يعدونها عرضاً.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد قصفت ليل الاثنين ـــــ الثلاثاء نادي بيت حانون الرياضي شمال القطاع، ودمرته بالكامل، وألحقت أضراراً فادحة في عدد من المباني والمنازل السكنية المجاورة، من دون وقوع إصابات بشرية.
ولم تنجح الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلق على مدار الساعة في أجواء قطاع غزة، في منع فصائل المقاومة الفلسطينية من مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع نحو الأهداف والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وأقر وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي إيلي ياشاي بتأثير صواريخ «القسام»، وقال لصيحفة «جيروزاليم بوست» إن «الأعمال على حافة الانهيار في بلدة سديروت. وقد توقفت أنشطتها بالكامل تقريباً لأن العديد من العمال خائفون من التوجه إلى أماكن عملهم».
وفي الضفة الغربية، استشهد المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى» عمر ظاهر عبد الحليم (22 عاماً) وأصيب أربعة آخرون برصاص قوات الاحتلال في مدينة رام الله، بعدما حاصرت القوة الإسرائيلية عمارة سكنية وسط المدينة وأطلقت النار بغزارة على عبد الحليم.
وفي بلدة كفر دان غربي مدينة جنين، اغتالت الوحدات الخاصة قائد "كتائب الشهيد ابو عمار" المنبثقة عن كتائب الأقصى محمد مرعي.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أمس الناطق باسم الكتلة البرلمانية لحركة «فتح» جمال الطيراوي في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين قرب نابلس مع أربعة من مرافقيه. وأوضحت مصادر أمنية فلسطينية أن الطيراوي هو «أحد قادة كتائب الأقصى ومطلوب من إسرائيل».
وفي السياق، أعلن أولمرت رفضه التوصل إلى أي تفاهمات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله، خلال خطاب ألقاه في مؤتمر مركز الحكم المحلي في إسرائيل: «لسنا خاضعين لأي جدول زمني، ولا نعتزم التوصل إلى أي اتفاق، لا مع حماس ولا مع الجهاد الإسلامي ولا مع أي جهة أخرى، وسنوجه ضربات لهم وسنستمر في توجيه الضربات بكل قوة ولن ننشغل في مقارنات في ما يتعلق بحياة البشر».
وقال أولمرت إنه سيشرع في حملة إعلامية موجهة للفلسطينيين في قطاع غزة «غايتها التوضيح لهم بأنهم ضحايا العدوان الفلسطيني على إسرائيل».
أما الفصائل الفلسطينية فجددت من جهتها رفضها للتهدئة. وقال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش إن ما جاء في الوثيقة التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتهدئة مع إسرائيل «لا يتناسب مع المرحلة الحالية التي يتعرض فيها الفلسطينيون للقتل والاغتيال»، مطالباً عباس بتأجيلها إلى مرحلة مقبلة «والتركيز على تجنيب الشعب ويلات الاعتداءات الإسرائيلية».
كما شددت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري لـ«لجان المقاومة الشعبية»، على أنها لن تعطي إسرائيل «تهدئة مجانية» في ظل ما تمارسه من «اعتداءات متكررة» على قطاع غزة.