strong>غزة ــ رائد لافي
شهيدان في غزة واعتقالات في الضفة... و«القسّام» تنفي وقف الصواريخ

رفض رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس التهدئة غير المتزامنة مع إسرائيل، فيما حذر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من «انفجار في الشرق الأوسط»، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال غاراتها التي أدّت إلى سقوط شهيدين من «كتائب عز الدين القسام».
ورأى هنية، بعد لقائه مع الرئيس محمود عباس في غزة أمس، أن الكرة في الملعب الإسرائيلي بالنسبة للتهدئة، مشدّداً على تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة. وقال إن لقاءه مع عباس «تناول العديد من القضايا، في مقدمها العدوان الشامل الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني والحوارات التي تجرى مع الفصائل الفلسطينية لكبح جماح العدوان إضافة إلى الأوضاع الداخلية».
وفي رده على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية باستهدافه شخصياً، قال هنية إن هذه «التهديدات ليست جديدة، لكنها تعبر عن المأزق الأمني والسياسي والأخلاقي الذي يعيشه الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف انه بحث مع عباس أيضاً مسألة «تنفيذ الخطة الأمنية». وتابع «أعتقد أنني سأكون بصدد بعض القرارات المتعلقة ببعض المستويات والقيادات الأمنية في الساحة الفلسطينية خلال الساعات المقبلة».
أما مشعل، فقد شدّد من جهته، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، على أن الهجمات ضد إسرائيل ستستمر، مشيراً إلى «حق الفلسطينيين في مقاومة العدوان الصهيوني بصرف النظر عما إذا كانت هجماتهم مؤثرة».
وتوقّع مشعل أن يؤدي استمرار الحصار على الفلسطينيين إلى «انفجار يؤثّر على منطقة الشرق الأوسط برمّتها». وأوضح «أن الناس القابعين تحت الاحتلال لا يسألون عادةً ما إذا كانت أساليبهم فعّالة في إيذاء العدو لأن المحتَلّين يملكون دائماً الأساليب لإلحاق الأذى بالناس الواقعين تحت سيطرتهم، فيما يمتلك الفلسطينيون موارد متواضعة، لذلك يدافعون عن أنفسهم بأي طريقة كانت».
ميدانياً، اغتالت الطائرات الإسرائيلية مقاومين في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أمس شرق مخيم جباليا شمال القطاع. وقالت مصادر محلية وسكان في المخيم إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً في اتجاه محمود عيسى حمودة (23 عاماً)، وعمر شعبان ريحان (25 عاماً)، وقتلتهما على الفور.
وحافظت فصائل المقاومة على عمليات إطلاق الصواريخ، التي تستهدف بالدرجة الأولى بلدة سديروت الإسرائيلية، التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الشمالية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وأقرت مصادر الاحتلال بسقوط عدد من الصواريخ الفلسطينية على البلدة المذكورة، مدّعية أنها أحدثت أضراراً في أحد المنازل السكنية، من دون وقوع إصابات بشرية.
وفي السياق، قالت مصادر إعلامية في إسرائيل إن فصائل المقاومة أطلقت نحو 280 صاروخاً محلّي الصنع على بلدة سديروت، وأهداف أخرى، محاذية للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48، منذ 15 من آذار الجاري.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الصواريخ الفلسطينية قتلت خلال الأسبوعين الماضيين إسرائيليين، بينهما امرأة، وجرحت 164 إسرائيلياً، وأجبرت نحو 40 في المئة من سكان سديروت على الرحيل عن منازلهم.
وأشارت مصادر إسرائيلية أخرى إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى 7 منذ توصل فصائل المقاومة إلى تقنية الصواريخ المحلية الصنع وإطلاقها على البلدات والأهداف الإسرائيلية قبل سبعة أعوام.
إلى ذلك، شاعت معلومات خلال الساعات القليلة الماضية عن اتخاذ «كتائب القسام» قراراً داخلياً غير معلن بوقف إطلاق الصواريخ في اتجاه البلدات الإسرائيلية، لتجنب المزيد من الدمار الذي لحق بالمواقع التابعة لها جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية. ونقل موقع «فلسطين برس» الإلكتروني المقرّب من حركة «فتح» عن مصادر مطلعة قولها إن «القرار جاء نتيجة ضغط داخلي وخارجي على حركة حماس وجناحها العسكري (كتائب القسام) بضرورة وقف إطلاق الصواريخ، لكن هذا القرار لم يلق التزاماً مطلقاً داخل عناصر الحركة».
إلا أن المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، نفى وجود أي انقسام في صفوف الحركة بجناحيها السياسي والعسكري حول هذه المسألة. وقال إن «النية موجودة حول الاستمرار في عمليات إطلاق الصواريخ رداً على العدوان الاسرائيلي». وأضاف ان «ما أوردته وسائل الإعلام المشبوهة كلام عار عن الصحة، واتهامات صفراء هدفها التشويش على المقاومة والطعن فيها».
وفي الضفة الغربية، قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس 13 فلسطينياً من مناطق مختلفة بدعوى أنهم مطلوبون. وذكرت المصادر أن الاعتقالات شملت مطلوبين من حركتي «فتح» و«حماس»، بينهم رئيس بلدية قبلان جنوب نابلس فواز الأزعر.