strong>خلاف بين واشنطن وموسكو على «استقلال كوسوفو»... والدرع الصاروخية
جدّد وزراء خارجية دول مجموعة الثماني دعمهم المطلق لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة «الشرعية والديموقراطية في لبنان»، داعين دول المنطقة، وبينها سوريا، الى عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وناقش وزراء الدول الثماني (الولايات المتحدة وروسيا واليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكندا)، خلال اجتماعهم في مدينة بوتسدام الألمانية أمس، قضايا عديدة أهمها، كوسوفو والدرع الصاروخية والملف النووي الإيراني وأزمة دارفور.
وجاء في البيان الختامي: أن وزراء الدول الثماني مستمرون في موقفهم الداعم لإنشاء محكمة خاصة من أجل لبنان. وأضاف «ونطلب بإلحاح من كل أعضاء المجتمع الدولي دعم المحكمة بعد إنشائها والتعاون معها».
وتابع البيان «نطلب من كل الأطراف، وفي المقام الأول دول المنطقة ولا سيما سوريا، وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبنان»، موضحاً أن حل مشكلة لبنان «يكون فقط عبر الحوار وفي إطار الاحترام الكامل للمؤسسات الديموقراطية في البلاد».
وفي الموضوع الإيراني، قال البيان إنه «إذا واصلت إيران تجاهل مطالب مجلس الأمن، فإننا سنؤيد إجراءات أخرى مناسبة مثلما اتفق عليه في القرار 1747».
وينظر إلى مصطلح «إجراءات مناسبة» على نطاق واسع كرمز دبلوماسي للعقوبات.
وأعرب الوزراء، في اجتماعهم التحضيري لقمة مجموعة الثماني، التي ستعقد بين 6 و8 حزيران في مدينة هايلنغدام الألمانية المطلة على بحر البلطيق، عن «قلقهم العميق» إزاء الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر الوفود المشاركة في الاجتماع أن وزراء الخارجية اتفقوا على ضرورة أن تبذل القيادة الفلسطينية كل ما في وسعها من أجل وضع حد للعنف الفلسطيني الداخلي ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، علاوة على ضرورة استكمال الحوار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واختلف المجتمعون بشأن مصير إقليم كوسوفو. وناشد وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير الجانب الروسي، خلال الاجتماع، عدم الاستمرار في معارضة استصدار قرار من مجلس الامن الدولي حول مستقبل الإقليم الصربي الانفصالي.
إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أصر بشدة على موقف بلاده الرافض لقيام مجلس الأمن بتحديد مصير الإقليم الذي تسكنه غالبية من الألبان في جنوب صربيا.
وقال لافروف إنه يأمل ألا تكون هناك حاجة إلى استخدام حق النقض (الفيتو) على قرار لمجلس الأمن يتعلق بمستقبل الإقليم. وتابع «بالنسبة إلى ما إذا كنا سنستخدم الفيتو على قرار كوسوفو.. آمل ألا يكون هذا ضرورياً».
ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن لافروف قوله إن «مصير كوسوفو ومصير صربيا ككل يجب أن يتقرر من خلال إجراء محادثات مباشرة (بين بلغراد وبريشتينا) وليس في نيويورك أو بوتسدام أو أي منتدى آخر».
وكان ملف كوسوفو موضوع محادثات بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير على هامش اجتماع بوتسدام.
وشدّد كوشنير، الذي كان يدير كوسوفو باسم الأمم المتحدة بين عامي 1999 و2001، على «تعهد الأسرة الدولية في المنطقة على المدى البعيد»، مذكراً بضرورة «حماية الأقلية الصربية» في هذا الإقليم.
وفي موضوع نظام الدرع الصاروخية التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في اوروبا، اتهم وزير الخارجية الروسي واشنطن بإعادة إطلاق «سباق التسلح». وقال لافروف «أعتقد أن المدركين مهنياً لهذه المشكلة يفهمون أن لا شيء يثير الضحك في هذا الملف، لأن سباق التسلح يبدأ من جديد. والاستقرار الاستراتيجي تأثر».
وكانت رايس قد وصفت أول من أمس المخاوف الروسية من مشروعها الدفاعي بأنها «مضحكة».
وفي أزمة دارفور، أعلن كوشنير أن دول مجموعة الثماني اعربت عن استعدادها لدراسة فكرة إقامة «ممرات إنسانية» لمساعدة أهالي الإقليم المضطرب إضافة الى تشكيل «فريق اتصال» يكلّف بالسعي الى التوصل الى حل للنزاع.
(د ب أ، اب، ا ف ب، رويترز)