strong>المالكي يشيد بـ«خطة بغداد» وطهران ترى «الكرة في الملعب الأميركي»
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أنّ خطة إغراق بغداد بالقوات الأميركية التي بدأت في شباط الماضي «جنّبت البلاد حرباً أهلية حقيقيّة».
وقال المالكي، في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» الأميركية، إنّه «من المبكر جداً تقويم الخطة» إلّا أنّه أبدى تفاؤله بأنّها «ستحقّق تقدماً أكبر في الأشهر المقبلة».
في هذا الوقت، حثّ الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال مؤتمر دام 40 دقيقة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، المالكي ونوّاب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي على «إحراز تقدّم باتجاه المصالحة الوطنية»، شاكراً إيّاهم على «العمل معاً على المشاكل الحرجة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية»، حسبما أفاد المتحدّث باسم البيت الأبيض طوني سنو، الذي أوضح أيضاً أنّ بوش سيستقبل الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم في البيت الأبيض.
وكان سنو قد أشار في وقت سابق إلى أنّ بوش يرغب في تواجد «طويل الأجل للقوّات الأميركية» في العراق على غرار تواجدها في كوريا الجنوبية لإرساء الاستقرار، ولكن «ليس للقيام بدور قتالي في الخطوط الأمامية».
على صعيد آخر، رأت «حركة الوفاق الوطني» التي يتزعّمها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علّاوي، في بيان أمس، أنّ «استبعاد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي» من المحادثات الإيرانيّة ـــ الأميركيّة، «يشكّل خطورة على شعبنا العزيز ومستقبله»، موضحةً أنّه إذا استُثنيت تلك الجهات من المراقبة حتّى «فإنّنا نحذّر من سوء العواقب».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، أمس، إنّ ايران تفكّر في مواصلة المحادثات شرط أن تُظهر واشنطن استعدادها لمساعدة العراق وتغيير سياساتها.
ونقلت وكالة «إسنا» الطلّابية للأنباء عن متّكي قوله إنّه «مع الخطة التي اقترحتها طهران (إنشاء لجنة أمنيّة أميركيّة ـــ إيرانيّة ـــ عراقيّة) أصبحت الكرة في الملعب الأميركي، فإذا كانوا صادقين ويريدون ضمان الأمن لا يمكنهم رفض اقتراحنا الذي ينصّ على رحيلهم».
من جهة أخرى، رأى الخبير الاستراتيجي في «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» في واشنطن، أنطوني كوردسمان، أمس أنّ عودة الزعيم الشيعي السيّد مقتدى الصدر إلى العراق تثير المخاوف من ظهور «موجة شيعية معادية للأميركيين»، موضحاً أنّه يمكنه علناً أن يؤدي دور «الوطني» ويسعى «لكسب» دعم السنة وكذلك «الدعم الشيعي الأوسع»، وبالتالي «يستطيع النأي بنفسه عن التحالف الشيعي الحاكم حتى وإن كان ممثلّوه لا يزالون يلعبون دوراً فيه»، وخصوصاً أنّ واشنطن وضعت المالكي في خانة «الجرم المضبوط» حين دفعته «لوضع أهداف لا يمكنه الوفاء بها».
واتّهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس، أنصار «جيش المهدي» التابع لـ«التيّار الصدري»، بخطف البريطانيين الخمسة في بغداد، أوّل من أمس، معتبراً أنّ المسألة تطرح تحديّاً ضخماً على الحكومة العراقيّة.
وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن قائد جيش المهدي في البصرة أبو حسين، قال إنّ عملية الخطف جاءت كردّ على اغتيال القائد السابق للجيش في البصرة الجمعة الماضي.
ميدانيّاً، أدّت التفجيرات والمواجهات المختلفة أمس إلى مقتل 23 عراقيّاً، كما أفادت الشرطة العراقيّة عن العثور على 30 جثّة في أنحاء متفرّقة في بغداد. كما أعلنت الشرطة أنّ 3 صحافيين عراقيين قضوا في نيران مجهولة، ليرتفع عدد الصحافيّين القتلى في العراق خلال هذا الشهر إلى 9.
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)