القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أنهى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس، ثاني وآخر زيارة رسمية له إلى ليبيا، بإبرامه ثلاث اتفاقيات عسكرية ونفطية وقضائية غير مسبوقة مع نظام الزعيم معمّر القذّافي تمثّل نقلة نوعية في العلاقات بين لندن وطرابس.
وأثمرت زيارة بلير عودة شركة «بريتيش بتروليوم» النفطيّة البريطانية بقوّة إلى سوقها المفضّل في ليبيا بعد طول غياب، من خلال «صفقة العمر»، حيث أبرمت اتفاقية غير مسبوقة مع «مؤسسة النفط» الليبية، تبلغ قيمتها الإجمالية 26 مليار دولار أميركي، فيما يبلغ من الالتزامات التي سيتعيّن عليها إنفاقها على عملية الاستكشاف والتنقيب أكثر من 900 مليون دولار.
كما تمّ أيضاً التوقيع على اتفاق للتعاون في مجال الدفاع والشراكة الصناعية الدفاعية بين البلدين، ينصّ على بناء علاقات متميزة مستقرّة وطويلة الأمد، ويمهّد لإقامة مشاريع مشتركة بين المؤسّسات والشركات في البلدين لتأسيس القدرات الدفاعية الوطنية التي تمكِّن ليبيا من التصنيع المحلّي وتحديث المعدّات الدفاعية والأمنية.
واستغلّ بلير زيارته التي دامت يوماً واحداً لكي يغمز من قناة إيران، معرباً عن أمله في احتمال أن تحذو الجمهوريّة الإسلاميّة، تحت الضغط الدولي بسبب برنامجها النووي، حذو ليبيا وأن تشهد علاقاتها مع الغرب تحوّلاً.
وفي هذا الإطار، قال بلير إنّ التغيّر الذي شهدته ليبيا «أوجد إمكانات هائلة لعلاقاتها المستقبلية مع إنكلترا وأميركا وأوروبا»، مبدياً ثقته بأنّ من الممكن دوماً تغيير العلاقات «لكنها في نهاية الأمر تتغيّر على أساس الأفعال».
وفي وقت يدعو فيه الزعيم الليبي إلى حلّ الخلافات بين طهران والمجتمع الدولي عن طريق الحوار لا العمل العسكري، قال بلير، الذي اتّسمت لهجته بطابع المهادنة، إنّ القذافي تحلّى بشجاعة شخصية وسياسية بوضعه ليبيا على طريق التغيير. وقال: «الآن هذا شيء متاح لكل من يريد الأخذ به».
وامتدح بلير مطوّلاً القذافي، وشدّد على وجود قواسم مشتركة بين نظام «الطريق الثالث» الاقتصادي الذي دعا إليه، وحلّ المشاكل الاقتصاديّة في النظرية العالمية الثالثة التي يتضمنها الكتاب الأخضر الذي ألّفه الزعيم الليبي قبل سنوات.
أمّا القذافي، فقد أعرب من جانبه عن تقدير بلاده لما بذله بلير من مجهود في سبيل تعزيز التعاون بين طرابلس ولندن، وما حقّقته العلاقات الثنائية من تطوّر مطّرد.
وكان بلير قد حلّ مساء أوّل من أمس ضيفاً على الخيمة المزركشة للقذافي فى سرت، فى مستهلّ جولة وداعية يقوم بها لعدد من دول القارّة الأفريقية قبيل تنحّيه عن منصبه في 27 من الشهر المقبل.