غزة ــ رائد لافي
خفضت الطائرات الإسرائيلية أمس حدة غاراتها على قطاع غزة، وسط إصرار فصائل المقاومة على مواصلة إطلاق الصواريخ على مستوطنات فلسطين المحتلة، فيما استشهد فلسطينيان في الضفة الغربية، في وقت بدأ فيه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية التغييرات الأمنية التي وعد بها.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الأخبار»، إن الرئيس محمود عباس طالب بشكل غير معلن الدولة العبرية بوقف عدوانها في القطاع، مع تعهده بوقف الصواريخ الفلسطينية، رغم أن الموقف الاسرائيلي المعلن يرفض التهدئة المتبادلة والمتزامنة والشاملة مع فصائل المقاومة.
ونجت مجموعة من مقاومي ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفتهم شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع، في وقت أطلقت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية بضعة صواريخ محلية الصنع في تجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية.
وتوغلت قوات الاحتلال تدعمها آليات عسكرية ودبابات عشرات الأمتار في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، وسط إطلاق نار كثيف، من دون وقوع إصابات.
وكانت آليات عسكرية إسرائيلية ترافقها الدبابات والجرافات قد توغلت فجر أمس في الأراضي الفلسطينية المحيطة بمعبر «صوفا» شمال شرقي مدينة رفح، جنوب القطاع، وباشرت على الفور في عمليات تجريف واسعة في المكان، وإقامة سواتر ترابية.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن قوات الاحتلال انسحبت بعد ساعات من توغلها في المنطقة، مخلفة وراءها دماراً واسعاً في الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمعبر.
وجدّد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في دمشق، الدفاع عن إطلاق الصواريخ. وقال إن «كل ما يفعله الشعب الفلسيني بوسائله يأتي في سياق رد الفعل والدفاع عن النفس، والصواريخ هي جزء من ادوات الدفاع عن النفس واسرائيل هي التي تحتل ارضنا وتعتدي وتقتل وتطلق يدها بالعدوان على الشعب الفلسطيني». وأضاف «فليوقف المجتمع الدولي العدوان الاسرائيلي وعند ذلك يطالب الشعب الفلسطيني بأن يتوقف عن اطلاق الصواريخ».
وفي الضفة الغربية، استشهد الفلسطينيان محمود فطاير (18 عاماً) ووجدي العامودي (20 عاماً) وأصيب آخرون في انفجار سيارة ليل الأربعاء ــــــ الخميس وسط مدينة نابلس في الضفة الغربية. واتهمت «كتائب الأقصى»، الذراع المسلحة لحركة «فتح»، الاستخبارات الإسرائيلية بالوقوف وراء تفجير السيارة «في محاولة لاغتيال أحد قادة الكتائب الذي نجا من الحادث فيما استشهد مدنيان فلسطينيان».
وقال القيادي في «كتائب الأقصى» في نابلس مهدي أبو غزالة، إن «المخابرات الإسرائيلية أرسلت سيارة مفخخة من القدس إلى المطارد سفيان قنديل».
وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس نائب رئيس بلدية نابلس مهدي الحنبلي على حاجز زعترة الذي يقع على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين.
من جهة ثانية، اعلن ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني أن هنية أصدر قراراً بتعيين اللواء سعيد ابو فنونة قائداً للقوة المشتركة، التي ستتولى مسؤولية متابعة تنفيذ الخطة الامنية.
كذلك عيّن هنية محافظ نابلس كمال الشيخ مديراً عاماً للشرطة الفلسطينية بدلاً من اللواء علاء حسني.
إلى ذلك، اعلنت النروج، الدولة الغربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع الحكومة الفلسطينية الحالية، انها دفعت مساعدة قيمتها عشرة ملايين دولار لتسديد رواتب الموظفين الفلسطينيين.
وأعلن وزير الخارجية النروجي يوناس غهر ستويري، في بيان، «نأمل أن تساهم مساعدتنا في تخفيف الازمة الاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون حالياً، ولا سيما كل هذه العائلات الكثيرة العدد التي تعيش على راتب فرد واحد».