القاهرة ــ خالد محمود رمضان
استبعد مسؤول مصري رفيع المستوى، أمس، إمكان أن توجّه السلطات المصرية الدعوة إلى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل لعقد «محادثات مكة 2»، على غرار الاتفاق الذي رعته السعودية خلال شهر آذار الماضي.
ورأى المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن الهوة كبيرة بين «حماس» و«فتح» وأن القاهرة لا تريد المخاطرة بسمعتها السياسية في اتفاق سرعان ما ينهار لدى احتكاك الجانبين على الأرض داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال إن مفهوم التعايش بين حركتي «حماس» و«فتح» بات في حاجة إلى تصحيح جذري، مشيراً إلى أن «الديموقراطية الفلسطينية باتت مزعجة لجميع الأطراف المعنية بعملية السلام».
وفي السياق، اتهمت «حماس» حركة «فتح» بتجميد تنفيذ اتفاق مكة. وقالت، في بيان، إن «حركة فتح تعمل على تحنيط اتفاق مكة وإبقائه واقفاً من دون حراك وإفراغه من مضامين التقدم خطوة خطوة نحو الشراكة والإصلاح داخل المؤسسات الوطنية». وأضاف البيان «ان حديث حركة فتح حول التوصل إلى اتفاق مكة 2 لم يكن يهدف إلى التقدم بهذا الاتفاق إلى الأمام لأن الوقوف لا يعني إلا التراجع، وبالتالي من الواجب البناء على ما أنجز حتى اليوم لحفظه من الانهيار».
إلى ذلك، برز أمس خلاف علني بين مصر واللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، إذ نددت وزارة الخارجية المصرية ببيان اللجنة، الذي صدر أول من أمس، ووصفته بأنه «غير متوازن ولا يساعد الجهود الرامية لوقف العنف في غزة ويعرض صدقية الرباعية كطرف محايد للتساؤل».
وقال المتحدث باسم الوزارة، علاء الحديدي، إن الرباعية الدولية اتخذت منهجاً غير واقعي بمطالبتها الجانب الفلسطيني وحده بالتوقف عن العنف، في حين تدعو إسرائيل إلى مجرّد تجنب إيقاع ضحايا بين صفوف المدنيين أثناء عملياتها العسكرية.
وشدد الحديدي على أن «بيان الرباعية يسيء فهم وتفسير مبادرة السلام العربية التي يصفها باعتبارها تقدم أفقاً سياسياً لإسرائيل»، موضحاً «أن المبادرة العربية تقدّم تصوراً للسلام الشامل في المنطقة، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، بما فيها القدس الشرقية والجولان ومزارع شبعا، والتوصل إلى تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين وفقاً للقرارات الدولية، وأن الأفق السياسي الذي تطرحه المبادرة هو أفق سلام للمنطقة ككل يعتمد تحقيقه على تنفيذ إسرائيل لهذه الشروط».
أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فرحّبت، من جهتها، ببيان اللجنة الرباعية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن المتحدث باسم الخارجية قوله إن «الأسرة الدولية تتحدث بصوت موحد». وواضح أنه ليس هناك أي سبب معقول لاستمرار الجانب الفلسطيني في إطلاق القذائف الصاروخية.
وكان رباعي الوساطة الدولي قد أعلن أول من أمس أنه يعتزم إجراء مباحثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك الجامعة العربية سعياً إلى إحياء آمال إحلال السلام.