strong>لقاء عاصف بين رايس ولافروف ينتهي باستسلام سيدة الدبلوماسية الأميركية
بعد تهدئة دبلوماسية لم تعمّر طويلاً، عادت «اللهجة المرتفعة» لتميّز العلاقات الروسية ـــــــ الأميركية المتوتّرة، حيث أدّى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف «أدوار البطولة» في تحدّي الإدارة الأميركية، على الرغم من إعلان البيت الأبيض عن لقاء مرتقب بين الرئيسين الأميركي والروسي في الأول والثاني من تموز المقبل في الولايات المتحدة.
وفجّر بوتين أمس قنبلة كلامية من العيار الثقيل، حين حذّر من محاولات «الإمبريالية (الأميركية) فرض إملاءاتها» على الشؤون الدولية، مذكّراً بأن بلاده كانت قد حذرت واشنطن من أن ردها على أي درع صاروخية لن يكون «عادياً».
وقال بوتين، في تصريح للصحافيين إثر لقائه نظيره اليوناني كارولوس بابولياس في الكرملين أمس، إن «العالم تغير وجرت محاولات لجعله أحادي القطب، وبعض الأطراف الفاعلة (بالإشارة الى الولايات المتحدة) في الشؤون الدولية أرادت إملاء رغبتها على العالم بأسره».
ودافع بوتين عن التجربة الصاروخية الناجحة على الصاروخين «ار اس -24» و«اسكندر – ام»، التي أجرتها روسيا يوم الثلاثاء الماضي، فرأى أنها رد مباشر على رفض حلف شمال الأطلسي توقيع المعاهدة المعدّلة بشأن القوات التقليدية في أوروبا، والخطوات الأميركية «الأحادية الجانب التي أخلّت بالتوازن الاستراتيجي، والتي تريد واشنطن من خلالها افتتاح عصر سباق تسلح جديد على الصعيد العالمي».
وفي ألمانيا، هيمنت «المشاجرات» بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، على أجواء المؤتمر الوزاري لمجموعة الثماني أول من أمس، فتحوّل المؤتمر الى مواجهة حقيقية، لم تخفّف من وطأتها مراعاة أصول اللياقة الدبلوماسية.
وعلى الرغم من الابتسامات الظاهرية، تبادل المسؤولان «السهام السياسية» وسعى كل منهما إلى تثبيت موقفه والاحتفاظ بالكلمة الأخيرة في السجال الدائر، فيما بدا الارتباك على وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي كانت جالسة بينهما.
وسئل وزير الخارجية الروسي عن كلام رايس التي وصفت مخاوف روسيا بشأن مشروع نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية بأنها «سخيفة»، فقال إنه «ليس هناك أي سخف في هذا الملف لأن سباق التسلح يبدأ مجدداً».
وتابع لافروف إن الأميركيين «يقولون لا تقلقوا، الأمر ليس موجّهاً ضدكم، لكن تحليلنا هو أن مثل هذا الرد هو السخيف».
أما رايس فشددت من جهتها على أن المخاوف الروسية غير مبرّرة، مشيرة إلى القدرة العسكرية المحدودة للدرع المضادة للصواريخ المزمع نشرها.
وتحت وطأة الشجار الحامي، اضطرّت رايس إلى التسليم مع التصريحات الروسية بأن الصاروخ الجديد العابر للقارات الذي اختبرته موسكو سيكون قادراً على خرق أي نظام دفاع مضاد للصواريخ، وقالت «إننا متفقون على ذلك».
ولم تغِب مسألة الوضع النهائي لاقليم كوسوفو عن الجو الخلافي، فاتهمت رايس موسكو ضمناً بعدم التعاون في هذا الملف. وكان موقف لافروف صريحاً في هذا الخصوص، فقال إن «وجهات نظرنا حول هذه المسألة متعارضة تماماً»، ممرّراً تهديداً مبطّناً للادارة الأميركية وحلفائها الأوروبيين عندما أعرب عن أمله في «ألّا يكون من الضروري استخدام حق النقض الروسي في مجلس الأمن».
وغداة المواجهات الكلامية التي دارت بين المسؤولين في ألمانيا، تجنّبت رايس إلقاء خطاب حول روسيا، كان متوقعاً أن تدلي به أمس في فيينا.
واستعاضت عن الخطاب، الذي كان مقرراً أن تلقيه على مدى خمس عشرة دقيقة خلال مؤتمر عن مكافحة العنف تنظّمه منظمة الأمن والتعاون في اوروبا، بإلقاء بضع كلمات عن التطور التاريخي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وانضمام عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة اليها.
الى ذلك، وقبل نحو عام من موعد الانتخابات الرئاسية الروسية، أعلن نائب رئيس مجلس الدوما فلاديمير زيرينوفسكي أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2008.
وعبّر زيرينوفسكي عن اعتقاده بأنه «من المرجح أن يكون منافسه النائب في الدوما فلاديمير ريزكوف»، معتبراً أنّ رصيده الانتخابي يقوم أساساً على علاقاته الواسعة مع «الغرب».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)