هدأ الميدان في مقديشو نسبيّاً أمس، بعد “اتّفاق تهدئة” سعى إلى تدارك انزلاق الأمور، بعدما خالفت الحملة العسكريّة، التي بدأتها القوّات الإثيوبيّة الخميس الماضي لـ“القضاء على المسلّحين”، جميع التوقّعات. وفيما أعربت القاهرة عن قلقها من “الوجود الأجنبي” المكروه شعبيّاً، يبقى السّؤال الأساسي: هل يكبح “الاتّفاق” جماح العنف فعليّاً قبل مؤتمر المصالحة المنوي عقده في 16 الشهر الجاري؟ وكانت قبيلة الهويّة الصومالية قد توصلت إلى تسوية للتهدئة العسكريّة مع القوّات الإثيوبيّة أمس، من أجل إنهاء المواجهات الدمويّة، بعدما أشارت التقديرات الأخيرة إلى أنّ أكثر من 70 شخصاً قضوا خلالها إلى جانب المئات من المصابين، على أثر القصف المدفعي والتمشيط المروحي على الأحياء السكنيّة في مقديشو.
تسوية جاءت بعدما ناشد المتحدّث باسم القبيلة، أحمد الديريي، الأمم المتّحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية حثّ إثيوبيا على التوقّف عن الهجوم. ونقل الموقع الإلكتروني لإذاعة «شبيلي» الصومالية المستقلّة عن الديريي قوله أمس “إنّ ما يحدث في المدينة مجزرة كاملة ضد المدنيين”.
وفي تطوّر مهّد له موقف «الميليشيات» الصوماليّة من قوّات حفظ السلام الأفريقيّة، طالت المواجهات عناصر القوّات الأوغنديّة العاملة في إطار مهمّة حفظ السلام، حيث أعلنت كامبالا أوّل من أمس مقتل أحد جنودها المتمركزين هناك.
وقال المتحدّث باسم الجيش الأوغندي، فيليكس كولايجي «كانت قوّاتنا تحرس المجمّع الرئاسي يوم السبت عندما سقطت عليها قذائف هاون. وقتل أحد جنودنا»، إضافة إلى إصابة خمسة آخرين.
وفي إطار ردود الفعل المطالبة بالتهدئة، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس من أن استمرار “الوجود الأجنبي من دون تأييد من جانب أبناء الشعب الصومالي” يساهم في عدم استقرار البلاد “ويعزّز حالة الاحتقان الداخلي، ولا سيّما في ظل غياب أي أفق واضح لحل سياسي قريب”.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)