طهران ــ محمد شمص واشنطن ــ عمر أحمد

عشرات يهاجمون السفارة البريطانية ... ونجاد يجدّد الوعد بـ «أنباء نووية سارّة»

تتجه أزمة البحارة البريطانيين المحتجزين لدى إيران نحو مزيد من التعقيد على خلفية التصعيد المتبادل بين طهران ولندن وتراشق المواقف والاتهامات، بالتزامن مع مهاجمة عشرات الطلبة للسفارة البريطانية، في وقت شهدت فيه الأزمة تطوّراً لافتاً، عبر اختراق طائرتين أميركيتين للأجواء الإيرانية.
وردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس على تصريحات لوزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، واصفاً كلامها بأنه “غير مهذب ويثير الاستغراب”، داعياً الحكومة البريطانية الى مراعاة الأدب والاحترام للدول الأخرى. وأضاف إن طهران “تنتظر من الحكومة البريطانية تصحيح سلوكها”.
وكانت بيكيت قد انتقدت تصريحات للسفير الإيراني لدى موسكو غلام رضا انصاري عن تحويل ملف الجنود إلى القضاء، وقالت إن مثل هذه التصريحات تشعرها بالقلق، «وهي استعراض قوة، وليست المرة الأولى التي تقال فيها».
أما أنصاري فقد أكد من جهته أنه أُسيء فهمه في ما يتعلق بإشارته الى ان ايران قد تحاكم البحارة البريطانيين المحتجزين لديها.
في هذا الوقت، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن “القوى الاستكبارية الكبرى، وبدلاً من الاعتذار والشعور بالخجل بخصوص قضية دخول البحارة البريطانيين للمياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير شرعية، تقوم بإصدار البيانات وإطلاق التصريحات”.
وتابع نجاد، في كلمة ألقاها في معسكر للحرس الثوري في محافظة خوزستان، إن لندن أساءت التصرف في أعقاب احتجاز البحارة، مضيفاً «لكن هذا ليس الطريق القانوني والمنطقي لهذه المسألة”.
وجدد نجاد القول إن “الأمة الإيرانية ستسمع قريباً نبأً ساراً بشأن التطورات النووية”، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة هذا النبأ السار.
وتجمّع نحو مئتي طالب إيراني أمس أمام السفارة البريطانية في طهران وألقوا عليها حجارة ومفرقعات متهمين جنود البحرية البريطانية المعتقلين بدخول المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير شرعية ومطالبين بمحاكمتهم.
وأعلنت الطائفة اليهودية في إيران استعدادها الكامل للدفاع عن المصالح الوطنية الإيرانية تنفيذاً لتعليمات مرشد الثورة علي خامنئي والتصدي «لفراعنة العصر».
وفي التطورات الميدانية، أعلن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، العقيد عقيلي، أن «طائرتين (أميركيتين) انتهكتا الأجواء الإيرانية شمال غرب عبدان في محافظة خوزستان قبل أن تتوجها الى الجنوب الغربي باتجاه العراق».
وذكرت وكالة «مهر» للأنباء أن القوة البرية للجيش الإيراني قامت بمناورة ليلية في منطقة ميشداغ (جنوب غرب).
إلى ذلك، أعلن قال وزير الدفاع البريطاني ديس براون أمس، أن بلاده تجري «اتصالات ثنائية مباشرة» مع إيران في إطار مساعيها لإطلاق سراح البحارة الـ15.
وكشفت صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، أن الحكومة البريطانية تستعد لطرح تسوية دبلوماسية مع إيران تقضي بإفراج الأخيرة عن البحارة في مقابل تعهد بريطاني بعدم دخول البحرية الملكية مستقبلاً المياه الإيرانية بمعرفة مسبقة، إلا بتصريح من طهران.
وكان المفاوض البريطاني السابق تيري ويت، الذي احتُجز رهينة لمدة خمس سنوات في لبنان، قد عرض السفر الى إيران أول من أمس، للمساعدة على الإفراج عن البحارة المحتجزين.
وأظهر استطلاع للرأي نشر أمس، لحساب صحيفة “صنداي تلغراف”، أن 40 في المئة من البريطانيين، يؤيدون موقف حكومة طوني بلير في محاولتها حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية ومن دون تقديم اعتذار كما تطالب طهران.
ونسبت صحيفة “واشنطن بوست” إلى مصادر أميركية وإيرانية قولها إن الحرس الثوري الإيراني الذي يترأسه الجنرال يحيى رحيم صفوي، يهيمن حالياً على كل مفاصل القرار السياسي والعسكري والنووي والاقتصادي في إيران.
وقال مسؤولون أميركيون، لم تفصح الصحيفة عن هويتهم، إنه “بعد مرور نحو 30 سنة على الثورة (الإسلامية في إيران) أصبح الحرس الثوري قوة سياسية واقتصادية قيادية في إيران. وأحد رموزه هو الرئيس نجاد”.
وقال كريم سادجادبور، من “مؤسسة كارنيغي للسلام” في واشنطن، إن نجم الحرس الثوري يبزغ بسرعة كعامل “أكثر تأثيراً في إيران”، مضيفاً «إنهم يؤدون دوراً فعالاً متزايداً في المشهد السياسي الوطني، ويملكون أصولاً وممتلكات اقتصادية مختلفة، كما أنهم لاعب أساسي في البرنامج النووي ويديرون بشكل أساسي النشاطات الإيرانية في العراق ولبنان”.