القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
استحضر الزعيم الليبي معمر القذافي روح الخليفة الفاطمي «الحاكم بأمر الله»، ودعا إلى إحياء وبعث الدولة الفاطمية الثانية، للقضاء على كل الخلافات المذهبية والقبلية والعنصرية.
وأشار القذافي، لدى اجتماعه أمس بزعماء عدد من قبائل الصحراء الكبرى، إلى أن «المنطقة، الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الهلال الخصيب، تعيش الآن أوضاعاً صعبة تشبه ما كانت عليه فى فترات تاريخية سابقة؛ مثل فترة ترهل الإمبراطورية العباسية، وأصبحت غير قادرة على النهوض من الداخل، ولا الدفاع ضد العدو القادم من الخارج».
وتحدث القذافي عن الدول الفاطمية التي «كونت مظلة في شمال أفريقيا، وصهرت تحت لوائها كل الخلافات»، مشيراً إلى أن هذه الدولة «كانت أول دولة شيعية قامت فى شمال أفريقيا، وبالتالي توجد مغالطة تاريخية نسجتها الدوائر المعادية للإسلام والاستعمار تزعم أن إيران هي دولة شيعية، فالشيعة ليسوا الفرس على الإطلاق، والدولة الشيعية الأولى قامت في شمال أفريقيا؛ وهي الدولة الفاطمية».
ودعا الزعيم الليبي إلى «قيام دولة فاطمية ثانية للقضاء على الفرقة بين الشيعة والسنة».
من جهة ثانية، أكد القذافي وجود «منهج كراهية ضد الإسلام» في العالم، موضحاً أن «دائرة التطاول على الإسلام اتسعت، في ظل احتلال العراق وأفغانستان وفلسطين».
وانتقد القذافي «الضعف والانحطاط الذي يبديه الحكام العرب والمسلمون أمام العدو»، مشيراً إلى أن الذي سيغير مجرى الأحداث هو «الشارع والمواطن العادي».
في هذا الوقت، يسود توتّر في العلاقات السياسية بين ألمانيا والجماهيرية الليبية سببه إقدام سفارة طرابلس لدى برلين، على إخفاء معلومات تتعلّق بـ«تصرّفات شغب» مخالفة للقانون، مارسها نجل القذّافي، سيف العرب، الذي يدرس في أحد معاهد مدينة ميونيخ.
والحادثة وقعت ليلة السبت 18 تشرين الثاني الماضي، عندما أقدمت صديقة سيف العرب (25 عاماً) على خلع ثيابها والنزول إلى حلبة الرقص، ما أثار حفيظة الزبائن، ودفع بحارس المرقص إلى التدخّل لوقف مشهد التعرية والعراك مع سيف العرب، وأدى لاحقاً إلى تدخل الشرطة وبالتالي تسطير مذكّرة توقيف رفض سيف العرب الانصياع لها وتلبية موعد للتحقيق معه.
ووقفت السفارة الليبية إلى جانبه بحجّة تمتّعه بحصانة دبلوماسية، فيما رأت الخارجية الألمانية أن جواز سفره غير مسجّل بصفة «دبلوماسي» معتمد لدى ألمانيا، وبالتالي فهو لا يتمتع بالحصانة. ولدى محاولة السفارة الليبية تمرير اسمه لاحقاً إلى الخارجية الألمانية بصفة دبلوماسي، رأت السلطات في برلين الأمر محاولة «غش» ورفضت تسجيله بالصفة المذكورة.