القاهرة ــــ خالد محمود رمضان
رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس فكرة التطبيع مع إسرائيل، قبل استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، واصفاً الموقف الإسرائيلي من المبادرة العربية بأنه «مضطرب».
وقال موسى، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع وزير خارجية النروج جوناس غار ستوير، إنه «لا يوجد خط إسرائيلي، لكن هناك اضطراب مطلق» بخصوص المبادرة العربية للسلام.
وحول إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الأحد الماضي استعداده للاجتماع مع الدول العربية المعتدلة والسعودية، قال موسى: «لا نستطيع أن نعتبر أياً منها عبارة عن رسالة جادة، أو رسالة تعكس موقفاً إسرائيلياً جديداً»، مضيفاً أن «الأمر لا يحتمل منا تعليق على تلك الدعوة، لأننا أيقنا أن هذا كلام غير مترابط، وكلام لا يؤدي إلى فهم موقف إسرائيلي واحد يعكس أي حركة إسرائيلية تمثل تقدماً في موقفهم».
وتابع عمرو موسى: «لقد وصلنا أكثر من رسالة في الأيام القليلة الماضية؛ واحدة منها أنه لا بد من تعديل المبادرة، والثانية أن الانسحاب واللاجئين خطوط حمراء، والثالثة من رئيس الوزراء الإسرائيلي (وهي) أن المسألة لا تزال تحتاج إلى خمس سنوات، ثم فجأة تحدث عن تلك الدعوة كما تحدث (نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي) شمعون بيريز عن العلاقات الاقتصادية».
وفي سياق متصل، أعلن موسى أن اللجنة التي شكلتها قمة الرياض لتفعيل المبادرة العربية ستجتمع على المستوى الوزاري في غضون أسبوعين، في مقر الجامعة في القاهرة، من أجل «التأكيد على دعوة حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعاً إلى قبول مبادرة السلام العربية، واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة والجدية على كل المستويات».
وتضم لجنة مبادرة السلام كلاً من مصر وسوريا والأردن ولبنان والسلطة الفلسطينية والسعودية والبحرين والمغرب واليمن وتونس والمغرب والسودان وقطر، إضافة إلى الأمين العام للجامعة.
إلى ذلك، أبلغ دبلوماسيون عرب «الأخبار» أمس أن حكومات عربية «تراجعت عن فكرة الانضمام إلى فرق عمل مصغرة ستعقد لقاءات مباشرة ومحتملة مع وفود من أميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، لدفع عملية السلام» في الشرق الأوسط.
وأوضح المصدر نفسه أن «ثمة مخاوف أمنية من أن تؤدي هذه المشاركة إلى إثارة قلاقل داخلية فى عدد من الدول العربية، بسبب محاولة استغلال التيار الإسلامي هذه الاجتماعات، لإثارة الرأي العام المحلي ضد الحكومات العربية»، مشيراً إلى أن السعودية «قالت إنها مستعدة للمشاركة في أي اجتماعات دولية متفق عليها برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنها عارضت الجلوس مباشرة إلى الإسرائيليين».
وانضمت دول، مثل الكويت والبحرين، إلى وجهة النظر السعودية، بينما تقول قطر، بشكل غير رسمي، إنها مستعدة للاجتماع «مع أي وفد إسرائيلي، من دون النظر إلى الخلفية، التي يعقد على أساسها هذا الاجتماع، ما دام هدفه هو خدمة مصلحة الشعب الفلسطيني».
بدوره، أشار دبلوماسي أميركي فى القاهرة إلى أن الدول العربية «قد تفوض إلى مصر والأردن، باعتبارهما الدولتين اللتين تتمتعان بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إدارة أي مفاوضات محتملة معها»، مشيراً إلى أن بلاده «تريد أن يتقدم العرب خطوة، ويعلنوا تشكيل لجنة عربية موسعة تمثل دول الخليج ومصر والأردن، لقيادة هذه اللجنة».
وتابع المسؤول الأميركي أن هذه اللجنة «تضم المعتدلين العرب، ولا مجال فيها للراديكاليين؛ مثل سوريا وليبيا».