طهران ــ محمد شمص
لندن وطهران تتفاوضان مباشرة وبلير يهدّد بـ «قرارات أقسى»
إطلاق دبلوماسي إيراني معتقل في العراق... و «الاحتفال النووي» في 9 نيسان


بدأت طهران ولندن أمس محادثات وُصفت بأنها الخطوة الأولى في اتجاه حل الأزمة بين البلدين بسبب استمرار احتجاز إيران البحّارة البريطانيين الـ15، لكن رئيس الوزراء البريطانيطوني بلير حذّر من أن بلاده ستتخذ “قرارات أقسى” ما لم يتم تحريرهم بالسرعة الممكنة، في وقت أفرج فيه عن دبلوماسي إيراني كان قد خُطف في العراق في شباط الماضي.
وأفادت مصادر مطلعة “الأخبار” بأن جلسات الحوار الدبلوماسي المباشر الأولى بين البريطانيين والإيرانيين اتسمت بالإيجابية. ورأت أن إطلاق الدبلوماسي الإيراني في بغداد قد تقابله إيران بإطلاق سراح الجندية البريطانية.
وأضافت المصادر نفسها إن طهران تريد من المباحثات إبرام صفقة مع البريطانيين تطلق طهران بموجبها سراح البحارة البريطانيين في مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في أربيل.
وكان السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية في العراق جلال شرفي قد وصل أمس إلى طهران بعد الإفراج عنه في بغداد، وكان في استقباله وزير الخارجية منوشهر متكي.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للوكالة المركزية الإيرانية للأنباء بدء المناقشات الدبلوماسية بين لندن وطهران، مضيفاً إنها “في بداية الطريق، واذا ما استمروا، فمن المنطقي أن الظروف يمكن أن تتغير ويمكن أن نتجه الى حل هذه المسألة”.
لكن وسط أجواء الحوار هذه، برز موقف لرئيس الوزراء البريطاني، أشار فيه إلى أن لدى حكومته “مسارين واضحين” لحل الأزمة هما: “محاولة تسوية المسألة عن طريق التفاوض السلمي الهادئ واستعادة بحارتنا بالسرعة الممكنة، وأن نوضح أنه إذا لم يكن ذلك ممكناً، فعلينا أن نتخذ قرارات أقسى”.
وأضاف بلير، لإذاعة في غلاسكو أثناء زيارة لاسكتلندا، إنه اطّلع على التصريحات التي أدلى بها لاريجاني مساء الاثنين عن إمكان حل المشكلة وعدم محاكمة البحارة، مشيراً الى أن “ذلك يبدو أنه يفتح آفاقاً جديدة». وأوضح أنه “إذا ما استمروا (الإيرانيون) على هذا الطريق فمن المنطقي أن الظروف يمكن أن تتغير ويمكن أن نتجه الى حل هذه المسألة”. ورأى أن “الساعات الـ48 المقبلة ستكون بالغة الحرج”.
في هذا الوقت، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” أمس صوراً جديدة للبحارة البريطانيين، بدوا فيها باللباس الرياضي، ويلعبون الشطرنج. وظهرت المرأة الوحيدة بين المعتقلين فاي تورني، من دون المنديل الذي غطى رأسها في أشرطة الفيديو السابقة، التي بثتها وسائل الإعلام الإيرانية.
من جهة ثانية، أعلنت طهران إرجاء المؤتمر الصحافي الذي كان يعتزم الرئيس محمود أحمدي نجاد عقده أمس، إلى اليوم، حيث من المتوقع إطلاق مواقف على علاقة بالملف النووي الإيراني.
في هذا السياق، أعلن نائب رئيس الرئيس الإيراني برويز داوودي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغازاده، على هامش افتتاح وحدة الإسناد بمحطة بوشهر النووية، في الجنوب، أن إيران “ستقيم الاحتفال النووي في التاسع من نيسان الجاري”، مشيراً الى أن “افتتاح هذا القسم من محطة بوشهر دليل على أننا عازمون ونمتلك الجدية والإرادة في إكمال البرنامج النووي رغم القرارات الصادرة عن مجلس الأمن”.
وقال اغازاده “إن الخلاف المالي مع روسيا تمت تسويته وإن وفداً روسياً سيزور إيران خلال الأيام القليلة المقبلة لتوقيع اتفاق لحل المشاكل المالية لشركة “اتوم استروي اكسبرت” الروسية”، مضيفاً “إذا كان الروس غير راغبين في تسليم الوقود (النووي) لنا، فإن ذلك سيثبت أننا يجب أن نتابع التخصيب بأنفسنا بجدية”.
الى ذلك (ا ف ب)، استبعد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة، اندلاع حرب وشيكة في منطقة الخليج بين ايران والولايات المتحدة، محذراً في الوقت نفسه من عواقب كارثية لهذه الحرب في حال حصولها.
كما حذر رئيس الأركان في الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي واشنطن امس من توجيه أي “ضربة عسكرية إلى ايران”، معتبراً أنها ستكون “خطأً سياسياً فادحاً لن يؤمّن الفوز للولايات المتحدة”.
وأعلنت البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات الاميركية “نيميتس” أبحرت أول من أمس من سان دييغو في كاليفورنيا (غرب) لتحل خلال الشهر الجاري محل المجموعة البحرية العسكرية المشكّلة حول حاملة الطائرات “دوايت ايزنهاور”، في الخليج.