strong>غزة ــ رائد لافي
خلافاً للسياسة الرسمية المعلنة للاتحاد الأوروبي، أجرت بريطانيا اتصالاً علنياً مع حركة “حماس”، هو الأول من نوعه، لبحث قضية مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ألن جونستون، المختطف في غزة منذ 12 آذار الماضي.
وفي أول لقاء معلن مع قيادي بارز في حركة “حماس”، التقى القنصل البريطاني العام في القدس المحتلة، ريتشارد بيسميكر، أمس رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في مكتب الأخير في مدينة غزة، لبحث الجهود الفلسطينية لإطلاق سراح جونستون.
وقال مصدر مطلع في “حماس”، لـ“الأخبار”، إن “هذا ليس اللقاء الأول بين هنية ودبلوماسيين بريطانيين، لكنه اللقاء المعلن الأول”. وأضاف إن هنية التقى سراً في أوقات سابقة مسؤولين في الحكومة والخارجية البريطانيتين، من دون الكشف عن هذه اللقاءات للإعلام بناءً على رغبة الضيوف.
وشدد هنية خلال اللقاء، بحسب المصادر نفسها، على أن عملية اختطاف جونستون تخالف طبيعة المجتمع الفلسطيني، ونفذتها فئة لا تمثّله.
وقال ميكبيس، بالعربية، للصحافيين بعد الاجتماع الذي قوبل بانتقاد من جانب اسرائيل، إن الجانب البريطاني هو الذي طلب الاجتماع برئيس الوزراء الفلسطيني بشأن هذه المسألة الإنسانية الهامة جداً. وتابع “أعتقد أننا كلنا نريد التوصل الى حل سلمي وسريع لهذه المشكلة المؤسفة”.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن الاجتماع يقوّض المساعي الأميركية والإسرائيلية لعزل “حماس” وقد يبعث برسالة لهذه الحركة بأنها قد تحقّق مكاسب من الناحية الدبلوماسية إذا خطف أجانب.
وفي السياق، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي التقى هنية في وقت سابق، عن وضع اللمسات الأخيرة على أسلوب تحرير جونستون، بالتعاون مع هنية ووزير الداخلية هاني القواسمي.
وشدد عباس، أمام العشرات من الصحافيين الغاضبين في مقر الرئاسة غرب مدينة غزة، على أنه “لن يتهاون في هذه القضية وهذه رسالة لأهله وللعالم بألا تتكرر جرائم الاختطاف”.
وتظاهر عشرات الصحافيين الفلسطينين ونواب ونشطاء فلسطينيون أمام كنيسة المهد في مدينة بيت لحم احتجاجاً على خطف جونستون.
إلى ذلك، استشهد فلسطيني، لم تعرف هويته، أمس قرب مدينة أريحا في الضفة الغربية برصاص جنود إسرائيليين.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس عن استشهاد الفتاة تحرير هشام أبو الجديان (17 عاماً) متأثرة بجروحها الخطيرة، التي أصيبت بها أثناء عملية الاجتياح الواسعة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لشمال قطاع غزة قبل أكثر من عامين.