«سئم الأميركيون حرب العراق». اعتراف صريح من الرئيس الأميركي جورج بوش بحقيقة ظل يرفضها أربع سنوات. ربما لن يقدم هذا الإقرار الكثير بالنسبة إلى العراقيين الذين يحصون قتلاهم بالعشرات يومياً، لكنه، بالنسبة إلى الداخل الأميركي، يؤشر الى مأزق البيت الأبيض
لم يعد الرئيس الأميركي جورج بوش قادراً على الاستمرار في تجاهل الواقع العراقي، ونظرة الشعب الأميركي إليهفاعترف بـ«قساوة» الحرب في العراق، في وقت كان فيه 6 من جنوده وأربعة بريطانيين يلقون مصرعهم في هجمات متفرقة في هذا البلد.
وقال بوش، أمام مجموعة من الجنود المتوجهين الى العراق، إن هذا البلد «يستحوذ على انتباه الولايات المتحدة. إنها حرب قاسية. لقد سئم الأميركيون هذه الحرب، وهم يتساءلون هل يمكننا الربح. لقد رُوّعوا من مناظر التفجيرات الانتحارية التي يشاهدونها»، مضيفاً إنه «عليّ اتخاذ قرار؛ ما إذا كنت سأسحب القوات أم لا. وآمل ألا تنتشر الفوضى، وأن أعمل شيئاً إزاء العنف الطائفي الجاري ومساعدة العراقيين على جلب النظام الى عاصمتهم بهدف إعطائهم فسحة للتنفس».
وجدد بوش انتقاد قرار الكونغرس، الذي يربط تمويل القوات بتحديد موعد لانسحابهم من العراق، معتبراً أن «الأكثرية الضيقة (الديموقراطيين) في الكونغرس اتخذت تشريعاً تعرف أنني لن أوافق عليه. مشاريع قوانينهم تستبدل حكم قادتنا العسكريين بحكم السياسيين في واشنطن».
وتابع الرئيس الاميركي إن «العدو لا يقيس الصراع في العراق بالمواعيد الزمنية. هم يخططون لمحاربتنا، ويجب علينا محاربتهم».
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن الوزيرة كوندوليزا رايس «لا تستبعد أي اتصال دبلوماسي» بنظيرها الإيراني منوشهر متكي، على هامش المؤتمر الوزاري الدولي حول العراق في مطلع شهر أيار المقبل.
وقال ماكورماك، في مؤتمر صحافي، إنه «اذا كانت هناك مسألة ترى (رايس) أنه من الضروري التطرق اليها، ما تفعله ايران على سبيل المثال في ما يتعلق بتزويد شبكات المتمردين (في العراق) بتجهيزات قاتلة، فإنها بالطبع ستغتنم الفرصة للحديث عن ذلك»، موضحاً أن اللقاء المحتمل «سيركز على الوضع في العراق»، ولن يتطرق الى البرنامج النووي الايراني.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أعلن أمس أن المؤتمر الوزاري حول العراق سيعقد في بداية شهر ايار، من دون تحديد مكان انعقاده. واكتفى زيباري بالقول إن المؤتمر «سيُعقد خارج العراق».
ميدانياً، لقي أربعة جنود بريطانيين مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة بدوريتهم في مدينة البصرة. وافاد شهود عيان عن مشاهدة عربتين مدرعتين مدمرتين، بينما وصف الاحتلال البريطاني الحادث بـ«الخطير».
كذلك، لقي ستة جنود أميركيين مصرعهم في هجمات، بواسطة عبوات ناسفة ونيران قناصة، في بغداد وضواحيها، وأعلن الاحتلال الأميركي سقوط مروحية عسكية، من طراز «بلاك هوك»، جنوب بغداد، وإصابة أربعة من طاقمها بجروح. وذكر بيان اميركي أن «تحقيقات جارية بشأن الحادث»، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل عن اسباب سقوط المروحية.
من جهة أخرى، أعلن النائب عن جبهة التوافق السنية نور الدين الحيالي أن «قانون النفط والغاز كُتب بضغوط أميركية، منذ أكثر من ثمانية اشهر»، موضحاً أن الحكومة العراقية «استعجلت في إصدار وإظهار مشروع القانون الذي شاركت في وضعه وكتابته جهات أجنبية، من أجل النص على ضرورة الاتفاق على عقود استثمارية مع شركات أجنبية، وفق صيغة عقود المشاركة».
وأوضح الحيالي أن مشروع القانون الحالي «سيعطي 50 في المئة من ملكية الشعب العراقي من ثرواته النفطية إلى الشركات الأجنبية الاستثمارية».
وفي عمان، قرر نحو 150 عالماً سنياً عراقياً، في ختام مؤتمر استمر يومين، إنشاء «مجلس علماء العراق»، الذي سيأخذ على عاتقه مهمة إصدار الفتاوى الدينية في بلاد الرافدين.
ورأى البيان الختامي أن «كل من يتبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السنة والجماعة (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي) والمذهب الجعفري (الشيعة) والزيدي والإباضي والظاهري، فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره، ويحرم دمه وماله وعرضه».
وفي وارسو، قال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي إن بلاده قد تضطر إلى جعل مهمة القوات البولندية في العراق «أكثر هجومية»، نظراً للهجمات التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة.
(أ ب، ا ف ب، رويترز،
يو بي آي، د ب أ)