strong>محمد بدير
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أول من أمس، تقريراً مطوّلاً لمراسلها السياسي روني شكيد، تناول فيه موضوع الهجرة الفلسطينية المعاكسة من الأراضي المحتلة التي ارتفعت بشكل مضطرد منذ الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، راداً أسباب ذلك إلى نجاح حركة «حماس» بالوصول إلى السلطة الفلسطينية وإلى تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية، مكثراً من استشهاداته بمعطيات لمراكز أبحاث فلسطينية وتصريحات مسؤولين فلسطينيين.
وقال شكيد، في بداية تقريره، إن 10 آلاف فلسطيني هاجروا سنوياً في العقد الأخير «إلا أن العامين الأخيرين شهدا ارتفاعاً ملحوظاً مع زيادة بضعة آلاف في عام 2005، الذي هو عام حماس، وربما وصل إلى ضعف الرقم الموجود في عام 2006». وأضاف ان «الحواجز والبطالة والفقر والجدار (الفاصل) والضربات العسكرية وأزيز الرصاص، أوصلهم إلى اليأس ودفعهم إلى مغادرة البلاد».
وينقل شاكيد عما سماه «طاقم أبحاث إسرائيلي أن أغلبية المهاجرين الفلسطينيين كانوا من المسيحيين، لكن بعد اندلاع الانتفاضة الأخيرة، اتسعت دائرة الهجرة لتشمل المسلمين والمسؤولين الحكوميين والمفكرين والتجار، بل منذ فوز حماس شهدت (المناطق الفلسطينية) زيادة ملحوظة في حركة الهجرة».
ويرى شاكيد أن الصراع بين حركتي «حماس» و«فتح» كان من الأسباب الأساسية للهجرة الفلسطينية. وينقل عن مصادر في حركة «فتح» قولها إن «ضربة الهجرة هي إحدى الضربات التي أنزلتها حماس على رؤوسنا». كما ينقل عن نائب وزير الخارجية الفلسطيني محمد صبح (من حركة فتح) قوله إن «غالبية المهاجرين هم من المثقفين وأصحاب رؤوس الأموال، وإن كلاً من كندا وأوستراليا تقف على رأس الدول المستعدة لقبول هجرة الفلسطينيين، وخاصة من حملة شهادة الماجستير والدكتوراه أو من يملك 200 ألف دولار على الأقل»، مضيفاً إن «أصحاب رؤوس المال والمثقفين يفرّون، وهذا ما يقلّص الطبقة الوسطى ويعزز حركة حماس».
ويستشهد التقرير باستطلاعات للرأي أجرتها مراكز أبحاث فلسطينية، تظهر ميلاً عاماً للهجرة لدى الشباب الفلسطيني، إذ أظهر استطلاع نظّمه مركز أبحاث جامعة بيرزيت أن 32 في المئة من الفلسطينيين يرغبون في الهجرة، وأن غالبية الراغبين هم من الفئة العمرية الشبابية. أما استطلاع جامعة النجاح فقد أظهر نتائج مشابهة، بعدما عبر 38 في المئة من الفلسطينيين عن رغبتهم في الهجرة، وهو ما ظهر أيضاً في استطلاع مر كز أبحاث بيت ساحور الفسطيني.
ويرصد التقرير أن العام الأخير شهد تقليصاً ملحوظاً للهجرة الفلسطينية، راداً ذلك إلى صعوبات تطرحها الوجهة التي يقصدها الفلسطينيون، إذ إن غالبية الدول الأوروبية لا تمنح تأشيرات هجرة، والولايات المتحدة قلصت من قبولها للفلسطينيين بعد أحداث 11 أيلول، ووضعت كل من كندا وأوستراليا شروطاً، فيما يلقى طالبو الهجرة صعوبات من قبل مصر والأردن ودول الخليج العربي التي تخشى الهجرة الفلسطينية.