strong>القاهــرة منــزعجــة مــن «التســريب»... وهنيــة يصرّ على المطالب
بدا أمس أن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وصلت إلى طريق مسدود بعد «الإحباط» الإسرائيلي من اللائحة التي قدّمها الطرف الفلسطيني، وشدد عليها رئيس الوزراء إسماعيل هنية، فيما أعربت القاهرة عن «خيبة أملها» من تسريب الأنباء عنها.
وأعرب ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بعد اجتماع اللجنة الخاصة لبحث القائمة الفلسطينية، عن تحفظ وخيبة أمل إسرائيلية من لائحة الأسرى التي تطالب «حماس» بإطلاق سراحهم، مشيراً إلى أنه تقرر في المقابل أن «تبقي إسرائيل على اتصالاتها مع مصر في شأن هذا الملف».
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن تل أبيب رفضت لائحة الأسرى الفلسطينية، مشيرة إلى أن ذلك لا يعني إنهاء المفاوضات، وإنما رد اللائحة إلى الوسيط المصري على أن يعاد النظر فيها. وقالت إن «الرسالة التي يريد مكتب رئاسة الحكومة إيصالها حالياً هي عدم رفع سقف التوقعات بشأن قرب إنجاز الصفقة، لأن المداولات في الجانب الإسرائيلي لا تزال في بدايتها».
وأشار مراسل القناة إلى أن أولمرت شدد، خلال الاجتماع، على رفضه إطلاق سراح مروان البرغوثي.
ونشر موقع «إسلام أون لاين» على شبكة الإنترنت قائمة تضم أسماء خمسة وأربعين أسيراً، قال إنه استقاها من مصادر فلسطينية. وتضّم القائمة، إضافة إلى أمين سر حركة «فتح» مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، حسن يوسف، أحد أبرز قادة حركة «حماس» في الضفة الغربية، وعبد الله البرغوثي الذي تتهمه إسرائيل بقيادة كتائب عز الدين القسام في الضفة، وفؤاد الشوبكي أحد قادة حركة «فتح» وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن تهريب شحنة أسلحة في بداية انتفاضة الأقصى.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، للصحافيين في غزة، «نحن جادون في إتمام الصفقة وآمل أن تنتهي المفاوضات بما يحقق كسر القيد عن أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف إن «الكرة في الملعب الإسرائيلي والقضية مرهونة بمدى تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع المطلب الوطني الفلسطيني العادل بالإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال».
في هذه الأثناء، بدا أمس أن السلطات المصرية منزعجة من التسريبات الفلسطينية، وخصوصاً من جانب «حماس» وبعض مسؤولي السلطة الفلسطينية في شأن تفاصيل الصفقة، إلى حد دفع رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان جمال حماد إلى مناشدة وسائل الإعلام الفلسطينية الكف عن الخوض في تفاصيل قضية تبادل الأسرى نظراً لحساسيتها وأهميتها البالغة ولكي يتم إنجازها بما يحقق مطالب الجانبين على حد سواء.
وأعرب حماد، في تصريحات بثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، عن أسفه واستنكاره لكثرة الحديث عبر وسائل الإعلام الفلسطينية عن تفاصيل الصفقة، معتبراً أن هذا الكلام لا يعدو كونه تكهنات وتوقعات تضر بسير المفاوضات حتى وإن كان بعض هذه التكهنات حقيقي. وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يخوض في تفاصيل الصفقة حرصاً منه على سريتها إلى أن يتم الاتفاق النهائي على جميع بنودها.
إلى ذلك، أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني سليمان أبو سنينة أن الأسرى في السجون الإسرائيلية سينفذون إضراباً عن الطعام اليوم الأربعاء لمدة يوم واحد احتجاجاً على سياسة العزل الانفرادي التي تنتهجها إدارة السجون بحقهم.
من جهتها، انتقدت رئيسة لجنة الأسرى والمحررين في المجلس التشريعي خالدة جرار التصريحات التي يطلقها بعض وزراء الحكومة في شأن صفقة التبادل، مؤكدة أن مثل تلك التصريحات «تتلاعب بمشاعر الأسرى في السجون».
وطالبت جرار آسري شاليط بـ«كسر المعايير الإسرائيلية في إطلاق سراح الأسرى»، مشددة على ضرورة إعطاء الأولوية للأسرى القدامى وعدم التمييز بينهم.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس «لا أعتقد أن هناك دولة أخرى غير إسرائيل تحتجز طفلاً لم يتجاوز الـ14»، في إشارة الى الطفل محمد الخواجا من قرية نعلين قرب رام الله. وأضاف «ندعو الرئيس (عباس) الى تكليف ممثل فلسطين في الأمم المتحدة للعمل على دعوة مجلس الأمن ولجنة حقوق الإنسان للانعقاد لبحث وضع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، د ب أ)