غزة، رام الله ــ الأخبار
فيما طاولت الأزمة المالية السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج، وسط أجواء بإغلاقها، حصلت الإدارة الأميركية على ضوء أخضر من الكونغرس لدعم قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ 60 مليون دولار، في وقت يتحضّر فيه أبو مازن للقيام بجولة أوروبية ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن الإدارة الأميركية حصلت على موافقة الكونغرس من أجل إنفاق نحو 60 مليون دولار من أجل تعزيز الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني ولتغطية إنفاقات أمنية أخرى.
وأشار المسؤول إلى أن الأموال التي كان الكونغرس قد جمدها ستستخدم في الإنفاق على حرس الرئاسة الخاص بعباس والأمن في المعابر والإمداد والنقل والتموين ومعدات الاتصالات وغير ذلك من مجالات الإنفاق. وأضاف: «حدث هذا بموافقة إسرائيلية».
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الفلسطيني اليوم جولة أوروبية تشمل تسع دول ضمن جهود دعم حكومة الوحدة ورفع الحصار الدولي المفروض على الفلسطينيين منذ عام.
بدوره، أعلن عباس أمس أنه سيلتقي إيهود أولمرت الأسبوع المقبل «للبحث في تفعيل عملية السلام في ضوء نتائج قمة الرياض».
في هذا الوقت، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على أن الحكومة تضع على سلم أولوياتها فرض الأمن الداخلي وفك الحصار الدولي، إلى جانب المسؤولية السياسية وحماية المشروع التحرري.
وأكد هنية، خلال زيارة تفقدية لوزارة الشؤون الاجتماعية ولقائه الوزير صالح زيدان أمس، أهمية رفع الحظر عن المصارف الفلسطينية واسترداد مبلغ 1.5 مليار دولار من الأموال المجمدة، والحصول كذلك على 1.5 أخرى من المتأخرات التي كان مقرراً إرسالها شهرياً إلى الفلسطينيين للإعانة على مواجهة الظروف الاقتصادية القاهرة بسبب ممارسات الاحتلال.
وفي شأن الأزمة المالية وانعكاسها على السفارات، كشف وزير الشؤون الخارجية زياد أبو عمرو عن احتمال إغلاق بعض السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج التي لا جدوى من وجودها، ويمكن الاستعاضة عنها بسفراء غير مقيمين. واستثنى السفارات والممثليات الفلسطينية الموجودة في أوروبا والدول الفاعلة من الإغلاق.
من جهته، قال وزير المال الفلسطيني سلام فياض أمس، قبل أن يبدأ رحلة إلى الخارج لجمع مساعدات، إن السلطة الفلسطينية تعمل بربع الأموال التي تحتاج إليها لتمويل أنشطتها. وقال لـ«رويترز»: «أقدر نفقات السلطة الفلسطينية بمئة وستين مليون دولار شهرياً على أدنى تقدير في الوقت الحالي. ما لدينا لا يزيد على 40 مليون دولار شهرياً». وأضاف: «بكل وضوح هذا ليس شيئاً يمكن تحمله».
وقال فياض إنه سيجري محادثات مع مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل بينيتا فيريرو فالدنر اليوم الأربعاء. كما سيجتمع الوزير الفلسطيني غداً الخميس مع رئيس وزراء النروج ينس شتولتنبرغ ووزير الخارجية يوناس جار شتواري. وسيسافر أيضاً إلى واشنطن لحضور اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي.
إلى ذلك، أعلن جهاز «الشاباك» الإسرائيلي إحباط عملية استشهادية في قلب تل أبيب، عبر تفجير شاحنة محملة بمئة كيلوغرام من المواد المتفجرة والقطع المعدنية يقودها أحد أعضاء حركة «حماس».
وقال «الشاباك»، في بيان، إن الاستشهادي كان يحمل بطاقة هوية إسرائيلية حصل عليها نتيجة زواجه من فلسطينية من أبناء الـ 48. واوضح أن حماس انتقلت من عملية «بناء القوة» إلى استخدامها وأنها تعمل على تكثيف نشاطها وزيادة قوتها في الضفة الغربية بمساعدة إيران وسوريا.
وشكك مراقبون فلسطينيون بصحة الرواية وقالوا إن القصة مختلقة ومركبة وتهدف إلى إحباط عملية تبادل الأسرى ودفع المستوى السياسي إلى الإسراع في قرار شن حملة عسكرية واسعة تستهدف حماس وفصائل المقاومة.