strong> يبدو أن الانتقادات العنيفة التي تتعرّض لها إيران على خلفية برنامجها النووي،زادت من عزم مسؤوليها على تحدي التهديدات الغربية والمضي في الكشف عن تطورات جديدة في هذا المضمار
فتح إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن دخول بلاده نادي إنتاج الوقود النووي، الباب أمام المزيد من النيات النووية، أشار إليها رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغازاده بإعلانه عن تصميم طهران على تثبيت خمسين الف جهاز طرد مركزي في مصنع ناتنز لتخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن اغازاده قوله إن «هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يقتصر على تثبيت ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي في مصنع ناتنز، بل وضعنا كل الخطط اللازمة لنصب خمسين الف جهاز».
ورداً على سؤال عن سبب عدم إعلانه تثبيت ثلاثة الاف جهاز في كلمته أول من أمس أثناء الاحتفال بيوم الطاقة النووية الإيراني، قال اغا زاده إنه تجنب تحديد رقم «منعاً لإثارة الالتباس» في شأن أهداف إيران.
أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي فاستبعد مجدداً تعليق تخصيب اليورانيوم، داعياً الدول الكبرى الى تقبّل التطورات الأخيرة في البرنامج النووي الإيراني.
وقال متكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأفغاني دادفر رنكين اسبنتا، إن «تعليق التخصيب غير مقبول كشرط مسبق لإجراء مفاوضات (مع الدول الكبرى) ولا كنتيجة لها. لقد تجاوزنا هذه المرحلة». وأضاف «إننا مستعدون للحوار اذا كانت (مجموعة 5+1) لديها أشياء جديدة تقولها».
وأشار متكي الى محادثاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش القمة العربية في الرياض الشهر الماضي، قائلاً «لقد أكدنا في هذه المباحثات التي استغرقت اكثر من ساعة ونصف ساعة أن اعتبار التعليق شرطاً سواء لبدء المفاوضات أو ما تتمخض عنه لن يسفر عن ‌أي نتيجة».
في هذا الوقت، وصل اثنان من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الى طهران في زيارة روتينية الى موقع ناتنز، حسبما نقلت وكالة «فارس» للانباء، التي أضافت إن «المفتشين سيبقيان أسبوعاً في إيران»، مشيرة إلى أنها الزيارة الثانية لمفتشين من وكالة الطاقة الى الجمهورية الإسلامية منذ مطلع العام الإيراني في الواحد والعشرين من اذار الماضي.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لا تستطيع تأكيد أن إيران شرعت في تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن لافروف قوله «سمعنا تصريح الرئيس الإيراني. وننظر إلى الوضع الذي يحيط بالمسألة النووية الإيرانية نظرة جدية، لكننا نحبذ الاعتماد على الحقائق، وليس على تحركات سياسية انفعالية رأينا الكثير منها من كل الأطراف».
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، في بيان له، إن روسيا تشعر بالقلق مما جاء في تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن احتمال انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
واضاف كامينين «لا علم لنا بتحقيق اختراق تكنولوجي في البرنامج النووي الإيراني في الآونة الأخيرة، من شأنه أن يغير طبيعة الأعمال الجارية في هذا البلد في مجال التخصيب».
وفي برلين، نددت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي بإعلان طهران الانتقال الى مرحلة التخصيب الصناعي. واعتبرت الأمر «خطوة تتعارض تماماً» مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي بروكسل، قالت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، كريستينا غالاش، إن «رسالتنا الرئيسية الى الرئيس والقادة الإيرانيين تؤكد وجوب تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بالكامل»، مضيفة «مزيد من الحزم وأقل من أجهزة الطرد، هذا هو ردنا الأساسي على إعلان» ايران.
وفي باريس، عبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، في بيان له، عن «أسفه» لإعلان إيران دخولها نادي إنتاج الوقود الصناعي، «الذي يوجه إشارة سيئة».
وفي كانبيرا، قال وزير الخارجية الأوسترالي الكسندر داونر إن «إعلان إيران يعني أنها يمكن أن تصبح قادرة على انتاج يورانيوم مخصب، لكني لست متأكداً من أن ذلك صحيح أم لا».
وقال المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن المفاوضات في شأن البرنامج النووي الإيراني فشلت وعلى قادة العالم اتخاذ إجراءات أشد من أجل منع طهران من إنتاج سلاح نووي.
وأضاف بولتون، في حديث إلى إذاعة «بي بي سي» في لندن، إن احتجاز البحارة البريطانيين الخمسة عشر يأتي في إطار محاولات إيرانية أوسع «لاستعراض القوة» في الشرق الأوسط، كما يُعدّ «تجربة لاختبار رد الفعل الأوروبي والبريطاني»، مشيراً الى أنه «لم يكن هناك رد فعل يذكر».
إلى ذلك، قال القائد العسكري الإيراني علي رضا افشار إن القوات المسلحة الايرانية تستعد لعرض شريط وثائقي وكتاب عن احتجاز البحّارة البريطانيين الـ15 واعترافاتهم. وأضاف افشار، وهو نائب لشؤون الدعاية الدفاعية، في بيان له، «يجري إعداد فيلم وثائقي عن اعتقالهم واستجوابهم واعترافاتهم وسينزل قريباً الى السوق».
وأعلن القائد العام للجيش الإيراني اللواء عطا الله صالحي أمس أن «قوة العدو ليست في مستوى تمكنه من شن عدوان على ايران او الوقوف في وجهها».
(ا ف ب، اب، رويترز، مهر)