استـئنــاف المفاوضــات الإسـرائيليــة ــ الســوريــة
دعت مجموعة الأزمات الدولية، أمس، إسرائيل إلى استغلال الفرصة لاستئناف مفاوضات السلام مع سوريا «حيث توجد فرصة حقيقية للنجاح»، وحذّرت من أنّ تفويتها يهدّد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وذكرت «المجموعة» أنّها قوّمت في تقريرها الأخير، المعنون «إعادة بدء المفاوضات السوريّة ـــ الإسرائيليّة»، احتمالات استئناف الجهود الدبلوماسية بين دمشق وتل أبيب «في مواجهة خلفية التطوّرات الإقليمية»، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على لبنان في تمّوز الماضي، وإعادة إطلاق «مبادرة السلام العربية» في قمّة الرياض التي عقدت في 28 آذار الماضي.
وأوضحت «المجموعة» أنّ الصراع الإسرائيلي ـــ السوري، وإن كان ليس الأكثر كلفة، حال دون توسيع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب، وساعد في الحفاظ على التوتّر الإقليمي الذي يمكن أن يتدهور باتجاه صراع مسلّح.
وحول دور لبنان والموقف الأميركي الرافض لأيّ مفاوضات مع النظام في دمشق في المعادلة، رأت المجموعة أنّ واشنطن ترى أنّ أيّ حوار مع النظام السوري يدفع باتّجاه إخراجه من عزلته الدوليّة والتغطية على تدخّلاته في لبنان، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الأميركيّين يرون دمشق توّاقة لاستعادة الجولان، لكنّها في الوقت نفسه لن تفوّت فرصة لاستعادة السيطرة على لبنان.
وتطرّق التقرير إلى الأسباب التي تدفع إسرائيل للاحتفاظ بالجولان، مثل الشكّ بالنوايا السوريّة، وتشبّث المستوطنين، ودور الأرض كعازل أمني.
وذكر التقرير، الذي أوضح أنّ ما تطلبه الدولة العبرية يمكن تحقيقه ولكن كجزء من صفقة نهائية وليس كشروط لها، أنّه، خلال عدوان تمّوز الماضي، أرسلت دمشق إشارات بأنها تريد استئناف المفاوضات من دون شروط وأشارت إلى أنّ موقفها الإقليمي وعلاقاتها ستتغير بعد اتفاق سلام. ومع ذلك، فإنّ إسرائيل ربطت أيّ حوار بتغيير واسع في السياسة السورية، يشمل قطع العلاقات مع حركة «حماس»، ووقف المساعدات لـ«حزب الله» وتغيير علاقاتها بشكل جوهري مع إيران.
وقال محلّل «المجموعة» في إسرائيل، نيكولاس بيلهام، إنّ «منافع السلام تفوق منافع استمرار الاحتلال»، مضيفاً أنّ «التطوّرات الإقليمية الأخيرة جعلت اتفاقاً إسرائيلياً سورياً أكثر إلحاحاً وأكثر أهمية وأكثر تحققاً».
من جهته، حذّر محلل «المجموعة» في سوريا بيتر هارلينغ من أنّ «رفض المبادرات السوريّة غلطة تتحوّل إلى فرصة ضائعة»، موضحاً أنّ «المزاج في سوريا يتحوّل قطعاً ليصبح مشكّكاً».
وحثّت «المجموعة»، التي رأت أنّه إذا كان هناك تبرير لإسرائيل لوقف المحادثات، فإن التبريرات يجب أن تكون أقلّ لدى لواشنطن، وأعضاء «الرباعية الدوليّة» (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، للضغط من أجل استئناف المفاوضات.
وقالت «المجموعة» إنّه فيما تفضل واشنطن وتل أبيب إعطاء الأولوية للمسار الفلسطيني على السوري، فإنّ الافتقار الى الحركة على المسار الأخير سيعوق السابق لا محالة.
(الأخبار، يو بي آي)