القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
عاد الحديث مجدداً أمس عن تنافس مصري سعودي على قيادة النظام الإقليمي العربي، وسط نفي رسمي مشترك من القاهرة والرياض لوجود تزاحم على عصا القيادة، التي يقول البعض إن السعودية تولتها عملياً بعد نجاحها في تقريب وجهات النظر فى اتفاق مكة بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أخيراً.
وفيما يعتقد البعض أن الملك السعودي عبد الله يسير على خطى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، فإن دبلوماسياً سعودياً في القاهرة أبلغ «الأخبار» أن ثمة فوارق أساسية بين الرجلين تمنع هذه المقاربة. وقال إن «عبد الناصر كان يتبنى سياسات قومية دفعت به إلى البحث عن نفوذ إقليمي خارج الأطر الجغرافية المعتادة، وهو ما أوقعه في تحدّيات خطيرة كان أبرزها هزيمة حرب السادس من حزيران عام 1967».
وبحسب المصدر نفسه، فإن الملك السعودي يتقدّم بخطى ثابتة لملء ما وصفه بفراغ شاغر في قيادة المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الدور السعودي بات يتعاظم بفعل انهماك مصر بمشكلاتها الداخلية وبابتعاد نظام الرئيس المصري حسني مبارك عن الرغبة في القيادة.
ورأى المصدر أن المسألة هي قيادة جماعية يؤدي فيها التنسيق المصري السعودي جانباً كبيراً من دون النظر إلى حساسيات المنافسة أو التزاحم على قيادة قد لا تتحقق بالضرورة لفترة طويلة.
فى المقابل، قال مسؤول في وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة لا تشعر بأي منافسة مع السعودية أو غيرها من الدول العربية. وأشار إلى أن القيادة الأحادية للعالم العربي غير ممكنة، والتجارب في حقبتي أنور السادات وعبد الناصر خير دليل على ذلك، مشيراً إلى أنه «قد يظهر دور ما لدولة ما في مرحلة ما، لكن هذا لا يمثل قيادة حتمية».
ورغم المواقف الرسمية، فإن فكرة تراجع النفوذ والدور الإقليمي والعربي لمصر لا تزال تشغل الكثيرين، حيث حفلت الصحف الحزبية والمستقلة بإشارات واضحة إلى مسؤولية مبارك عن ضعف أداء الدبلوماسية المصرية في جملة من الملفات العربية مقارنة بالنجاح السعودي فيها.
ونقلت وكالة «يونايتد برس» عمن وصفته بأنه خبير أمني سعودي وطيد الصلة بالعائلة المالكة السعودية قوله إن الملك عبد الله يعتبر نفسه جمال عبد الناصر الجديد، لكن من دون العامل الاشتراكي، مشيراً إلى أنه يجب أن يأخذ مكانه على رأس «الخطة» العربية.
ونقل تقرير الوكالة عن السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي قوله: «لا أعرف إذا ما كان الملك عبد الله يرى نفسه عبد الناصر جديداً، لكن إذا كان يرى نفسه هكذا، فلا مانع عندنا».
ورأى فهمي أن «ما يكتب في الصحافة الأجنبية والعربية، عن المنافسة بين مصر والسعودية على القيادة هراء»، معترفاً بوجود «مشكلات أكثر مما يمكننا حلها وحدنا»، ومضيفاً أنه «يساند كلياً ما يفعله الملك ويأمل أن يفعل المزيد».
وأشار التقرير إلى أن مصر «قد تقبل دور الملك عبد الله كناصح، لكن ما زلنا في انتظار رد فعل الدول العربية الأخرى مثل سوريا».