strong>غزة ــ رائد لافيرام الله ــ سامي سعيد

أنباء إسرائيلية عن انشقاقات داخل «حماس»... وقتيلان في «فوضى غزة»

يبدو أن الأنباء عن مفاوضات تبادل الأسرى بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية، أثارت خلافات بين أطراف الحكم الفلسطينية، إذ أبدى مقربون من الرئيس محمود عباس استياءهم لإبعاده عن صفقة التبادل، في وقت لا يزال فيه مصير مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ألن جونستون المخطوف مجهولاً، وسط مساعٍ بريطانية لإطلاقه.
والتقى عباس أمس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله الأمين العام لمجلـس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف. ووصف مستشار الأمن القومي الفلسطيني محمد دحلان اللقاء بأنه «مثمر وبنّاء».
وأشار دحلان، في مؤتمر صحافي مشترك مع إيفانوف، إلى أن «هناك أخباراً سارة تمت في هذا اللقاء الطويل». وأوضح أن إيفانوف «أبدى استعداداً كاملاً للتعاون معنا، لتأهيل قوى الأمن وتمكين السلطة من بناء ما دمره الاحتلال».
وفي ما يتعلق بموضوع صفقة الأسرى، قال دحلال إن «الجميع يدرك أن عباس يحاول دفع عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إلى الأمام، بالرغم من أن لا إسرائيل ولا حركة حماس، تريد له دوراً في هذه العملية».
وفي هذا السياق، جدّد القيادي البارز في حركة «حماس»، أسامة المزيني، تأكيد أن فصائل المقاومة «لن ترضخ لأي رفض إسرائيلي»، في خصوص صفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن «الحركة لم تبلّغ بشكل رسمي بأي تحفظ أو رفض إسرائيلي لقائمة الأسرى».
وبدا المجتمع الإسرائيلي منقسماً على نفسه من حيث رفض أو قبول صفقة التبادل مع فصائل المقاومة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «معاريف» أن 45 في المئة من الجمهور الإسرائيلي يؤيد الصفقة، بينما رفضها نحو 36 في المئة، ولم يقرر نحو 18 في المئة موقفهم.
وفي إطار التسريبات الإسرائيلية، ادعت مصادر عسكرية، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، ان انشقاقاً داخل «حماس» يهدّد التوصل الى صفقة التبادل. وذكرت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تقدّر أن «حماس» انشقت إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الأولى يقودها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي يهدف، بحسب مصادر عسكرية، إلى «السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية ليصبح ياسر عرفات المقبل والقائد الفلسطيني الأعلى».
وأضافت المصادر نفسها إن محاولة مشعل للتحول الى براغماتي كانت جزءاً من «خطة ماكرة»، وإنه في الحقيقة لم يتخلّ عن آرائه المتطرفة المناهضة لإسرائيل.
والمجموعة الثانية تمثل رأس حربة الثورة داخل «حماس»، ويقودها، بحسب الصحيفة نفسها، وزيرا الداخلية والخارجية السابقين سعيد صيام ومحمود الزهار والناطق السابق باسم الحركة سامي ابو زهري. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء يتهمون رئيس الوزراء إسماعيل هنية ومشعل بخيانة ناخبي الحركة بالموافقة على ائتلاف حكومي مع حركة «فتح» ويخشون من أن هنية ومشعل مستعدان للتضحية بايديولوجيا «حماس» من أجل الاحتفاظ بمركزيهما.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن «المجموعة الثالثة هي الأكثر تشدداً وتعتقد إسرائيل أنها هي التي وضعت لائحة الأسرى التي طالب الفلسطينيون بإطلاقهم في مقابل الإفراج عن شاليط». وتتمركز هذه المجموعة في قطاع غزة ويقودها «رئيس أركان» حماس في قطاع غزة احمد الجعبري.
من جهة ثانية، قال المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، مارك ثومبسون، في مؤتمر صحافي بعد لقائه عباس، إن الرئيس الفلسطيني وعده بالعمل على إطلاق سراح مراسل الهيئة ألن جونستون. وأضاف إن عباس أكد له أيضاً أن المراسل «على قيد الحياة وفي صحة جيدة».
وقال ثومبسون «إنه ليس هناك أي اتصالات ما بين الهيئة وبين الجهات الخاطفة التي لا تزال مجهولة، وبالتالي لا نعلم بوجود مطالبات معينة سواء أكانت مالية أم غيرها من جانبهم للإفراج عن جونستون».
وفي إطار الفوضى الأمنية، قُتل مواطنان فلسطينيان وأصيب ثالث، في اشتباكات مسلحة دامية بين عناصر مسلحة من عائلة واحدة، أمس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
إلى ذلك، أعلنت النروج استعدادها لاستئناف مساعدتها المباشرة للسلطة الفلسطينية فور رفع آخر العقبات الفنية، وذلك على لسان وزير خارجيتها يوناس غار ستوير، إثر اجتماع مع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض في اوسلو.