شدد السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى على أن سوريا «ليست عدواً» للولايات المتحدة، وكشف أن دمشق حمّلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي رسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش عن استعدادها للتعاون مع واشنطن.وقال مصطفى، في مقابلة مع وكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إنه «على العكس مما يقوله الجميع، فإن سوريا ليست عدواً للولايات المتحدة». وأضاف «يمكننا (سوريا وأميركا) العمل معاً على (حل) العديد من القضايا»، مشيراً إلى أن الوقت قد حان «للعمل كي نحدد هذه المسائل».
وأوضح مصطفى أن الحكومة السورية أخبرت بيلوسي أن «تذهب إلى واشنطن وتخبر الإدارة (الأميركية) أن سوريا تريد التعاون مع واشنطن». لكنه رأى أن «هذه الإدارة لا تريد أن تسمع»، مشيراً إلى أنه من غير المحتمل حصول أي تقدم خلال المدة الباقية من ولاية بوش.
وقال مصطفى «أرجوك دعنا نتحضّر للمستقبل»، في إشارة ضمنية إلى أنه يعني تعبيد الطريق أمام علاقات أفضل مع الإدارة المقبلة. وأضاف إن دمشق وافقت على استمرار التعاون مع بيلوسي، مشيراً إلى أن «المحادثات (بين بيلوسي والرئيس السوري بشار الأسد) كانت في غاية الجدية». وأوضح «إننا لا نحاول أن نسجل نقاطاً»، معتبراً أن السياسة الحالية لواشنطن لا تؤدي إلى عزل سوريا، بل إن «إدارة بوش هي التي يتم عزلها». وقال «حان الوقت بالنسبة إلى الإدارة (الأميركية) كي تعيد النظر في سياستها تجاه سوريا».
في هذا الوقت، قال وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني أمس إن الضغوط على بلاده تزيدها حضوراً. وأضاف، خلال حفل تخريج عدد من الضباط، إن «الضغوط اشتدت على سوريا لأنها متمسكة بنهج المقاومة والممانعة ولا تساوم على قناعاتها ولا تحيد عن ثوابتها الوطنية والقومية».
وتابع توركماني «لقد استطاعت (سوريا) أن تصمد وتثبت أنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه أو القفز من فوقه وأن صمودها يزيدها حضوراً وفاعلية على امتداد الساحة العربية والإسلامية والعالمية». وأضاف إن «القيادة تثق بمؤهلات وقدرات المتخرجين التي سيكون لها الدور الرئيس في إنجاح عملية إعداد القوات وتدريبها واستعدادها».
من جهة أخرى، بدأت التحضيرات في سوريا للانتخابات التشريعية المقرّرة في 22 نيسان. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن عدد المرشحين للانتخابات التشريعية بلغ 9645 مرشحاً بينهم 1004 امراة.
ومن أصل 250 مقعداً في البرلمان، ثمة 167 مخصصة للجبهة الوطنية التقدمية (تحالف من ثمانية أحزاب)، بينها 131 لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ عام 1963، في مقابل 83 مقعداً لـ«المستقلين».
واللافت أن وسائل الإعلام السورية الرسمية تتعامل مع الحملة الانتخابية بسخرية، وفي هذا السياق انتقدت صحيفة «تشرين» اخيراً «المرشحين بلا برامج».
ودعت جبهة الخلاص الوطني السورية المعارضة أطراف الحركة الوطنية والاتحادات والنقابات المهنية والطالبية والثقافية والأهلية والشعب السوري إلى مقاطعة الانتخابات، ووصفتها بأنها «مهزلة». وقالت «إن ما يجري تحت مسمى الانتخابات هو التزوير بعينه».
(سانا، يو بي آي، أ ف ب، د ب أ)