غزة ــ رائد لافيالقدس المحتلة ــ الأخبار

استبقت إسرائيل لقاء رئيس وزرائها إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غداً الأحد، بإعلان رفض تحويل أموال للسلطة الفلسطينية إلا من خلال آلية تضمن عدم وصول هذه الأموال إلى «حماس».
وقال مصدر سياسي إسرائيلي للإذاعة الإسرائيلية أمس إن الهدف من لقاء أولمرت عباس هو الحفاظ على الحوار المتواصل بين الطرفين. وأضاف إن «عباس يعلم أن إسرائيل لن تحوّل أموالاً إلى السلطة ما لم تنشأ آلية تضمن عدم وصول هذه الأموال إلى حركة حماس»، مشيراً إلى أن أولمرت سيطالب عباس بالتصدّي لعمليات إطلاق القذائف الصاروخية وتهريب السلاح إلى قطاع غزة.
وقال مكتب أولمرت إنه مستعدّ لبدء مناقشات مع عباس بشأن الهياكل القانونية والاقتصادية والحكومية للدولة الفلسطينية في المستقبل. لكن اثنين من المسؤولين في مكتب اولمرت قالا إن القضايا الثلاث الرئيسية للوضع النهائي وهي تحديد حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين لن تكون في جدول الأعمال.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن قضايا «الأفق السياسي» ستكون «على قمّة جدول أعمال» الاجتماع، لكنه امتنع عن الخوض في أي تفاصيل.
وقالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري ايسين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعباس «سيبدآن محادثات بشأن ما هو (الشكل) الذي يمكن ان تكون عليه الدولة الفلسطينية»، مشيرة إلى أن ذلك يشمل «نوع النظام القضائي والنظام الاقتصادي ونظام الحكومة» التي ستكون في هذه الدولة.
وأضافت ايسين إن محادثات الأحد ستجري في مقر رئيس الوزراء في القدس المحتلة، لا في مدينة أريحا في الضفة الغربية مثلما اقترح الفلسطينيون، مشيرة إلى أن عقد الاجتماع المقبل في أريحا أمر «محتمل».
في هذا الوقت، اشتدت حالة الفلتان الأمني في قطاع غزة، حيث أعلنت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أن قوة من الشرطة عثرت أمس على جثة مواطن فلسطيني مجهول الهوية، كان قد اختفى في ظروف غامضة قبل بضعة أيام.
وقالت المصادر نفسها إنه عُثر على جثة المواطن المذكور مدفونة بطريقة غير شرعية، قبالة شواطئ مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
كما فجّر مسلحون مجهولون أمس محلاً تجارياً لبيع الأشرطة الغنائية في مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى احتراقه وإلحاق أضرار مادية جسيمة فيه.
من جهة ثانية، اتهمت المنظمة الخيرية البريطانية للتنمية الدولية (أوكسفام)، في تقرير أصدرته أمس، الدول الغربية بإفقار الفلسطينيين بسبب المقاطعة التي تفرضها على سلطتهم وتجميدها المساعدات المالية المخصصة لها ورفض إسرائيل تحويل الأموال التي تدين لها بها.
وقالت المنظمة إن تقرير «الفقر في فلسطين: الكلفة البشرية للمقاطعة المالية»، الذي أعده المركز الفلسطيني للرأي العام لمصلحة «أوكسفام»، «وجد أن أكثر من أربع بين كل خمس عائلات من أصل 677 عائلة قابلها الباحثون تضرر دخلها بشكل كبير جراء المقاطعة الغربية المفروضة على السلطة الفلسطينية منذ عام، فيما اعترفت نصف هذه العائلات بأنها فقدت أكثر من نصف دخلها».
وقال المدير التنفيذي للمنظمة، جيريمي هوبس، إن «المساعدات الدولية يجب أن تقدّم بشكل نزيه وعلى أرضية الحاجة لا كوسيلة سياسية لتغيير سياسيات أي حكومة»، مشدداً على أن قيام إسرائيل باحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية في انتهاك للاتفاقات الدولية «لا يعدّ طريقة أخلاقية فعّالة لوقف هجمات المسلحين الفلسطينيين، لكن بدلاً من ذلك راكمت ديون العائلات الفلسطينية وأخرجت الأطفال من صفوفهم الدراسية وحرمت العائلات تلقي العلاج والرعاية الصحية».