بول الأشقر
يتوجه الناخبون الإكوادوريون غداً إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء على إنشاء مجلس تأسيسي يعيد صياغة الدستور، ويعيد هندسة المؤسسات الدستورية في البلاد.
ويصل الاقتصادي اليساري رودريغو كوريا الى الاستفتاء، الذي مثّل محور برنامجه الانتخابي، بأقل خسائر ممكنةبعد ثلاثة أشهر من تسلمه سدّة الحكم؛ فقد نجح كوريا في الالتفاف على معارضة البرلمان، حيث لم يكن لديه أي نائب بعد قراره مقاطعة الانتخابات التشريعية، تأكيداً لتصميمه على محاربة الأحزاب التقليدية المعروفة في الإكوادور باسم «الحزبوقراطية».
وتمكّن كوريا من جمع حوالى ثلث النواب المئة، المنضوين في صفوف الأحزاب اليسارية والهندية. كما استفاد من الخلاف الذي نشب بين الأكثرية اليمينية في المجلس النيابي والمحكمة الانتخابية، والذي أدى إلى إقالة 57 نائباً ووصول نواب بدلاً عنهم مؤيدين له، ليوسع نفوذه في البرلمان، حيث يقدر الموالون له اليوم بحوالى الستين نائباً. علماً أنه لم يكن يحلم بنتيجة أفضل في نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني، تبدو نتيجة الاستفتاء شبه محسومة لمصلحة الجواب «نعم»، كما تدل جميع استطلاعات الرأي.
وما يهم الرئيس كوريا هو عدد الأصوات التي ستجيب بـ«نعم»، لتزيد على أعداد الـ«لا» والبيض والملغاة بالتأكيد، لأنها ستمثّل رأسماله السياسي حتى انتخابات تأليف هذه الجمعية التأسيسية قبل نهاية السنة.
لذلك، تمثل أصوات الـ«نعم» مقياساً لشعبيته مقارنة بالأصوات التي حصل عليها خلال الانتخابات الرئاسية قبل ستة أشهر.
والرئيس كوريا ــــــ وهو اقتصادي يعمل من دون حزب لتغيير نظام الأحزاب ــــــ وعد بالتفكير في الاستقالة إذا فازت المعارضة في الاستفتاء. لكنه أكد قناعة لا يراودها شك في أن يستجيب الشعب بـ«نعم للمستقبل». كما وعد بعدم حل المجلس، الذي أصبح موضوعاً ثانوياً مع هذا البرلمان الموالي، وخصوصاً أن المهمة الأساسية للجمعية التأسيسية هي تبديل قانون الانتخاب.
مرة أخرى، تبدو الجمعية التأسيسية شرطاً ضرورياً لـ«اشتراكية القرن الواحد والعشرين»، التي يتبناها كوريا في الإكوادور، مثل الرئيس هوغو تشافيز في فنزويلا والرئيس ايفو موراليس في بوليفيا، مع فارق أن كوريا لا يريد أن يؤمم شيئاً في الوضع الحالي، ولن يحرق يديه بالعودة عن «الدولرة»؛ فطموحاته الاقتصادية أكبر لذلك تتحمل التأجيل.
ويكفي كوريا الآن أن يوكل إليه ملف «بنك الجنوب»، الذي قد يجعل منه بين الرؤساء مهندس هذا المشروع الذي تروج له فنزويلا، والذي يعوَّل عليه ليكون أداة فعالة في تنمية أميركا الجنوبية واستقلاليتها.