strong>البغدادي يعلن العراق «جامعة الإرهاب».. وغيتس يحاول فكّ «لغز» الصدر
أقرّ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بوجود خلافات بينه وبين الفصائل السنية المسلحة، معلناً عن إدخاله صاروخاً محلي الصنع ضمن ترسانته، في وقت تبحث فيه الحكومة العراقية تعيين ستة وزراء جدد بدلاً من وزراء التيار الصدري المنسحبين.
وأعلن امير «دولة العراق الاسلامية»، المرتبطة بتنظيم القاعدة، ابو عمر البغدادي، في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت، أنه «إذا كانت أفغانستان مدرسة الإرهاب، فإن العراق جامعة الإرهاب»، كاشفاً عن «تخريج اكبر دفعة في تاريخ العراق لضباط الجهاد في سبيل الله، وبالدرجة العالمية العليا، فالدراسة متواصلة بلا انقطاع صيفاً وشتاءً، ليلاً ونهاراً».
وتابع البغدادي أن «هيبة المارينز الاميركي سقطت من قلوب الشعوب العالمية جميعها، وتضاعف عدد المجاهدين وبلغ الآلاف، بعدما كانوا قلة قليلة بعد سقوط دولة البعث الكافرة»، معتبراً أن هذا «بعض ثمار الجهاد لأربع سنوات» منذ غزو العراق عام 2003.
من جهة ثانية، توجه البغدادي الى «إخواننا في جيش أنصار السنة وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي» بالقول إن «الود بيننا عميق، وما بيننا أقوى مما يظنه بعضهم»، في اشارة الى الأنباء عن الخلافات المتزايدة بين «القاعدة» والفصائل السنية المسلحة في العراق.
ودعا البغدادي هذه الفصائل الى «عدم سفك الدماء»، مشيراً الى أن «الشيطان قد نزغ بيننا وبينكم شيطان الحزب الاسلامي وزبانيته، لكن عقلاء كتائبكم تداركوا الموقف وجالسوا إخوانهم في دولة الاسلام لنزع فتيل الفتنة».
ويشارك الحزب الاسلامي، بزعامة طارق الهاشمي، في العملية السياسية، وهو ما ترفضه الجماعات المسلحة.
وأضاف البغدادي «اعلموا أننا لا نسفك دماً حراماً قصدا، ولو بلغني خلاف ذلك لاجلسن مجلس القضاء ذليلا لله امام اضعف رجل في بلاد الرافدين، ليقتص مني، ولو من دمي».
وتأتي هذه المناشدة في اعقاب مطالبة «الجيش الاسلامي» في السادس من الشهر الجاري اسامة بن لادن بالتدخل لوقف ممارسات «دولة العراق الاسلامية» التي اغتالت «اكثر من ثلاثين» من عناصره.
ويعاني تنظيم القاعدة في العراق تشكل جبهات محلية في وجهه، وخاصة في كركوك والانبار، حيث أنشأت العشائر السنية، في منتصف شهر ايلول الماضي، «مجلس إنقاذ الأنبار» لمحاربة القاعدة.
وأعلن البغدادي أنه «في مجال الاسلحة والمعدات، نزف للمجاهدين عامة، في كل أنحاء الأرض ولأهل الجهاد في بلاد الرافدين خاصة، إن صاروخ القدس ـ1 قد دخل حيز التصنيع والإنتاج العسكري»، موضحاً أن هذا الصاروخ «بمواصفات عالية من حيث الطول والوزن والمدى ودقة الإصابة، لينافس ما حققته دول العالم للأهداف العسكرية نفسها».
وفي سياق متصل، قال زعيم جبهة «الحوار الوطني» السنية صالح المطلك إنه «آن الأوان للمقاومة الوطنية ان توحد موقفها التفاوضي مع الاحتلال، وتصوغ مشروعاً سياسياً للمستقبل»، داعياً الفصائل المسلحة الى «وضع مشروع سياسي لسد الفراغ في حالة الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من العراق».
كما دعا المطلك الاحتلال الأميركي الى البدء «بشكل سريع التفاوض مع هذه الفصائل».
في هذا الوقت، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن اللقاءات مع الفصائل المسلحة «لا تزال مستمرة، وخير دليل على نجاحها الانقلاب الذي حصل على الإرهابيين في الأنبار وديالى، ولا نستطيع الكشف عن أسماء هذه الجماعات نزولاً عند رغبتها».
وتطرق المالكي، عقب جلسة للحكومة، الى انسحاب التيار الصدري منها بالقول إن هذا الأمر «لا يعني أبداً إصابة الحكومة بأي تصدع، بل بالعكس إن الحكومة متماسكة أكثر من أي حكومة في المنطقة العربية»، موضحاً أنه «من الصحيح أن هناك جهات تتآمر على الحكومة لإسقاطها، إلا أن ذلك لا يؤثر على الحكومة».
وقال المالكي إن أسماء الوزراء «ستعلن في المستقبل القريب، وسيكونون من المستقلين والخبراء الذين يؤمنون بالعراق الجديد».
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي يزور العاصمة الاردنية عمان، إن انسحاب التيار الصدري من الحكومة العراقية هو «فرصة لتحويل ما قد يبدو أنه سلبي إلى تطور إيجابي»، في اشارة الى عملية المصالحة الوطنية في العراق، حيث لمّح مسؤولون عراقيون الى احتمال اختيار وزراء تكنوقراط «على أساس غير طائفي» بدلاً من الوزراء المنسحبين.
ورأى غيتس أنه «من السابق لأوانه» معرفة إن كان قرار الصدر سيؤثر على جيش المهدي، موضحاً أن دوافع الصدر من الانسحاب «لا تزال غامضة».
وتابع غيتس أنه «في عالم الاستخبارات، نقوم بتقسيم كل المعلومات التي نريد معرفتها إلى فئتين: أسرار وألغاز. أظن أن دوافع مقتدى الصدر في الوقت الحالي بالنسبة إلي لغز، وليست سراً».
وعن انعقاد المؤتمر الدولي المقبل حول العراق في مصر، أعرب المالكي عن أمله «ألّا يفهم التوجه الايجابي نحو مصر بأنه رد فعل سلبي تجاه دولة ثانية»، في اشارة الى تركيا التي أبدت رغبتها في استضافة المؤتمر، الذي يعقد في 3 و4 ايار في منتجع شرم الشيخ.
وفي أنقرة، كرر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، إثر لقائه نظيره التركي عبد الله غول، تحفظات بلاده عن المؤتمر الدولي في شأن العراق. وكشف دبلوماسي تركي أن ايران «تأسف لكون هذا المؤتمر لا يسبقه اجتماع للدول المجاورة للعراق، ولعدم التشاور مع دول المنطقة في شأن اختيار البلد المضيف»، مشيراً إلى أن تركيا «مستاءة بدورها من اختيار مصر لاستضافة المؤتمر».
ميدانياً، قُتل ما يزيد على 30 عراقيا في هجمات متفرقة.
(الأخبار، العراق للجميع، العراق برس، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)


ايران تأسف لكون هذا المؤتمر لا يسبقه اجتماع للدول المجاورة للعراق ولعدم التشاور مع دول المنطقة في شأن اختيار البلد المضيف وتركيا مستاءة بدورها من اختيار مصر لاستضافة المؤتمر