strong>موسكو ــ حبيب فوعاني
عبّر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس، عن الأمل بأن تتيح المشاورات مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي سيصل الاثنين المقبل إلى روسيا، الاطّلاع على خطط الولايات المتحدة حول نشر عناصر منظومة الدفاع الأميركية المضادّة للصواريخ في أوروبا الشرقية.
وعن الزيارة المتوقّع أن تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى موسكو في أيّار المقبل، أعرب المسؤول الروسي عن أمله في أن تتطرّق المحادثات إلى «الخطة الاستراتيجية» التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية الاثنين الماضي، والتي يتضمّن الجزء الأهم منها أهداف الولايات المتحدة البعيدة المدى في مجال السياسة الخارجية في الفضاء السوفياتي للفترة من عام 2007 إلى عام 2012، حيث تعلن الولايات المتحدة للمرة الأولى بعد انتهاء «الحرب الباردة»، عن أولويّة مهمّة التصدي «للسلوك السلبي» الروسي.
ووصف إيفانوف هذه الخطة بأنّها «فروض مدرسية» تعطى لموسكو ولغيرها «لأنّ البعض لم يذعن لفشل العالم الأحادي القطب وارتسام ملامح العالم المتعدد الأقطاب، الذي لم يتوصّل بعد لصياغة نظام عالمي جديد في العلاقات الدولية»، مشيراً إلى أنّ مهندسيها يخفون من خلالها فشل سياساتهم في العراق وأفغانستان.
وأشار إيفانوف، الذي أكّد وجود آفاق جيدة للعلاقات الروسية الأميركية على المدى البعيد، إلى عدم وجود «خلافات استراتيجية» بين روسيا والولايات المتحدة حالياً، موضحاً أنّ «الاختلاف حول تفسير حرية الصحافة وحقوق الإنسان بينهما مثلاً يحمل طابعاً تكتيكياً».
وتطرّق إيفانوف إلى الوضع في الشرق الأوسط، وقال إنّ موسكو لم تأخذ على عاتقها مسؤوليّة الوساطة للإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى في لبنان وفلسطين، إلّا أنّه لمّح إلى أنّه من واجبها المساعدة وذلك ما تفعله.
وشدّد إيفانوف، الذي عبّر عن قلقه من انتشار «الإرهاب» من العراق إلى كل أنحاء الشرق الأوسط، على أنّ عمليّة السلام مرتبطة «بالعمليات التي تجري في العراق وفي لبنان»، لذا يجب، من أجل تحقيق تسوية، «العمل لا على المسار الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، بل من الضروري استئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية واللبنانية الإسرائيلية. ولن يكون باستطاعتنا التحدث عن التسوية في الشرق الأوسط إلا بعد ذلك».