أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس أن نقاشات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ستبدأ اليوم الخميس لصياغة مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على الخرطوم، فيما حذَّر الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس السوداني عمر حسن البشير، من أن لديه فرصة واحدة أخيرة لاتخاذ خطوات لوقف العنف في إقليم دارفور «وإلا فستفرض الولايات المتحدة عقوبات وتنظر في خيارات عقابية أخرى».وقال بوش إنه قرر إعطاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مزيداً من الوقت لمواصلة جهوده الدبلوماسية مع الرئيس السوداني، لكنه أوضح، في خطبة في المتحف الأميركي بشأن محارق النازية، أن صبره محدود. وأضاف أن «الرئيس البشير يجب أن ينتهز الفرصة الأخيرة بالتجاوب مع جهود الأمين العام، وأن يلبي المطالب العادلة للمجتمع الدولي».
وأعرب بوش عن إحباطه من فشل المجتمع الدولي في وقف ما يسميها أعمال قتل جماعية في دارفور، وقال: «أنا أدرس أيضاً الخطوات التي يمكن المجتمع الدولي اتخاذها لحرمان الحكومة السودانية إمكان استخدام طائراتها العسكرية فوق دارفور. وإذا لم نبدأ في تلقي مؤشرات على التزامات حسنة النية، فسنسمع نداءات لإجراءات أكثر تشدداً. ولا يتعين أن يصل الوضع إلى هذه الدرجة».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن تقرير سري للأمم المتحدة أن الحكومة السودانية تستخدم طائرات رسم عليها شعار الأمم المتحدة للقيام بعمليات قصف في دارفور . وأضافت أن السودان انتهك أيضاً قرارات الأمم المتحدة بنقل أسلحة على متن طائرات غرب البلاد.
أما بلير فقال من جهته، في لندن: «غداً (اليوم) ستبدأ الولايات المتحدة وبريطانيا نقاشات مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار دولي جديد حول السودان».
في هذا الوقت، دعا رئيس الوزراء السوداني الأسبق وزعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع خطة شاملة للخروج من الأزمة السياسية في السودان.
إلى ذلك، شدد نائب وزير الخارجية الأميركية جون نغروبونتي أمس على توافق الآراء بين بلاده وليبيا في ما يتعلق بمعالجة الجوانب الإنسانية والأمنية والسياسية في إقليم دارفور. ووصف المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم ونائبه لشؤون الاتحاد الأفريقي علي التريكي بشأن الاقليم بـ«الممتازة». وقال في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته العاصمة الليبية، طرابلس، مساء أمس،«نحن ملتزمون ببناء علاقات جيدة مع ليبيا ونأمل أن يتم تعيين سفير لنا في طرابلس في المستقبل القريب».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)