يبدو أنّ الحيّز الدراماتيكي للصراع القائم في الصومال بدأ يزداد حدّة؛ فبعد المواجهات العنيفة التي دارت في شوارع مقديشو، الشهر الماضي، وأدّت إلى مقتل أكثر من ألف شخص، مجسّدةً القوّة التي يتمتّع بها «المتمرّدون» مدعومين من قبيلة «الهويّة»، ظهر نائب رئيس الحكومة الصوماليّة حسين عيديد أمس متوعّداً القوّات الإثيوبيّة باستخدام القوّة «كاملة» إذا لم ينهوا «احتلالهم الجائر». وقال عديد، في مؤتمر صحافي مع الزعيم في تنظيم «المحاكم الإسلاميّة» شريف شيخ أحمد ورئيس البرلمان الصومالي السابق شريف حسن إدن، في العاصمة الإريتريّة أسمرة، أمس، إنّ على قوّات أديس أبابا الانسحاب من الأراضي الصوماليّة حالاً أو مواجهة «حرب شاملة لا يمكن لأيّ جيش الصمود فيهاوتابع عيديد، المنتمي إلى قبيلة «الهويّة» ذات النفوذ الواسع في العاصمة الصوماليّة، «حتّى الآن كنّا نستعمل الحوار لدفعهم (الإثيوبيّين) إلى الانسحاب، ولكن إذا رفضوا التعاون فسنضع كلّ شيء جانباً وسنتولّى بأنفسنا عمليّة طردهم».
وحذّر عيديد، الذي يشغل منصب وزير الإسكان أيضاً، من أنّ «أقلّ من 10 في المئة فقط من قوّاتنا منخرطة في العمليّات الميدانيّة ضدّ الإثيوبيّين، وأستطيع القول إنّه لا جيش يستطيع إيقاف الذي سيحدث».
وكان البرلمان الصومالي الانتقالي قد نزع أوّل من أمس عضوية 31 نائباً من أعضائه يعارضون التدخّل العسكري الإثيوبي في الصومال ويتواجدون حالياً خارج البلاد، حسبما أعلن رئيس لجنة الإعلام البرلمانية عوض أحمد.
ومن بين النوّاب الذين نزعت عضويتهم، الرئيس السابق للبرلمان شريف حسن شيخ أدن، الذي أقيل من منصبه في 17 كانون الثاني الماضي بعد أن اتهمته الحكومة بالانحياز للإسلاميين.
وكان القتال بين القوّات الإثيوبية و«المتمرّدين» الصوماليين قد تجدّد في مقديشو أوّل من أمس، وأسفر عن سقوط 7 قتلى على الأقل وإصابة العشرات أثناء الليل.
ووصف أحد السكان الاشتباكات بأنها كانت ضارية وشبيهة بالقتال الذي استمرّ أربعة أيام في نهاية الشهر الماضي وأسفر عن سقوط نحو ألف قتيل وفرار أكثر من مئتي ألف من المدينة.
وقال سكان إن قصفاً عنيفاً هز المنطقة الجنوبية من العاصمة الصومالية مساء أوّل من أمس، وسقطت بعض قذائف الهاون قرب قصر الرئاسة، «فيلا صوماليا».
ورغم عودة الهدوء إلى المدينة في الساعات الأولى من صباح أمس، إلا أن سكّانها يخشون وقوع المزيد من أعمال العنف.
وتعليقاً على المستجدّات، قال المتحدث باسم قبيلة «الهوية»، التي تهيمن على مقديشو، أحمد ديري ديري، «إلى أن يجرى الفصل بين القوّات، فإن مثل هذا الأمر سيحدث ثانية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)