طهران ـــ محمد شمص
دخلت إيران مرحلة جديدة من التطور على الصعيد النووي مع إعلان وثيقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تمكن طهران من تخصيب كميات من غاز اليورانيوم في مفاعل تحت الأرض.
وأضافت الوثيقة أن طهران بدأت تشغيل ما يصل إلى 1300 جهاز طرد مركزي مقسمة إلى ثماني مجموعات أو شبكات في مجمع ناتنز في أصفهان، لوضع أساس لتخصيب «على نطاق صناعي».
وتضمنت الوثيقة اعتراضاً على قرار إيراني بمنع مفتشي الوكالة من زيارة مفاعل يعمل بالماء الثقيل.
وقال دبلوماسي في فيينا، استناداً إلى الوثيقة التي بعثت بها وكالة الطاقة أمس إلى الدول الـ35 الأعضاء في مجلس حكامها، أن لدى إيران سلاسل تتألف كل منها من 164 جهاز طرد مركزي في منشأة ناتنز المحصنة تحت الأرض «وتُغّذَّى بكمية من غاز هكسفلوريد اليورانيوم».
وكان وفد من المفتشين الدوليين قد قام أول من أمس بزيارة إلى منشأة ناتنز، وتفقد فيها مصنعاً تحت الأرض تتم فيه عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح من 3 إلى 5 في المئة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن عمليات التخصيب في المنشأة تسير بوتيرة متسارعة. وقد تم حتى الآن تأمين 270 طناً من غاز اليورانيوم وهي كمية كبيرة قياساً إلى المدة الزمنية القصيرة التي أنجزت فيها.
في هذا الوقت، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أثناء عرض عسكري في جنوب طهران، «إن جيشنا مكلف بمهمة دفاعية وغير هجومية، لكنه مستعد تماماً لمواجهة أي معتدٍ وسيقطع يده». وأضاف: «إن شعبنا يمد يد الصداقة لكل الشعوب ونريد علاقات ودية وعادلة مع جميع الشعوب باستثناء النظام الصهيوني». وتابع: «كانوا يظنون أن فرض عقوبات على مبيعات الأسلحة ستشلنا، لكننا نجحنا في إنتاج كل حاجاتنا من السلاح».
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن وزير الدفاع العميد محمد نجار قوله إن «القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مزودة بأحدث الإمكانات والأسلحة المتطورة وأكثرها فاعلية بما تتناسب مع نوع القتال».
وفي هذا الإطار، كشف قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال سجاد كوجكي أن «القوات البحرية تتجه نحو الإنتاج الواسع، وإنتاج أنواع الغواصات التي تتمتع بمنظومة من الصعب جداً رصدها من أجهزة الرادار والرصد المعادية». واستعرض الجيش الإيراني أسلحة جديدة في احتفالات عيد الجيش قرب ضريح الإمام الخميني جنوبي طهران، مثل أنواع الطوربيدات الإلكترونية المضادة للغواصات والقطع البحرية العائمة وأنواع الغواصات والسفن الحربية الصغيرة وتجهيزات إلكترونية ورادارات ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخية وطائرات من دون طيار ومنظومة صواريخ (اسكاي كار) وصواريخ أرض ــــــ أرض .
وقال وزير النفط كاظم وزيري همانة إن إيران لم تستبعد استخدام وقف شحنات النفط كسلاح في حال تعرضها لهجوم أو وضعت تحت ضغوط كبيرة بسبب برنامجها النووي. وأضاف أنه لا يعير ما يتردد عن إمكان تغييره وتعيين وزير جديد للنفط أي اهتمام وأنه يتمتع بتأييد نجاد.
وفي موسكو، أعلن الأمين العام لمجلس الأمن الروسي إيغور إيفانوف أمس أن إكمال العمل في محطة بوشهر النووية الإيرانية سيتأخر لأسباب تقنية ومالية. وقال خلال مؤتمر صحافي: «من الواضح أنه يجب تغيير الجدول الزمني، لكن لكم من الوقت، لا ندري. المسألة قيد الدرس من الخبراء».