توالت أمس ردود الفعل العربيّة والدوليّة المنتقدة للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أوّل من أمس، عن وجوب فرض عقوبات جديدة على السودان بسبب الأوضاع في دارفور. وتركّزت الانتقادات على الموقف السلبي لواشنطن ولندن في ظلّ التعاون الذي أبدته الخرطوم الاثنين الماضي، والذي تمثّل بالسماح لثلاثة آلاف من عناصر الأمم المتحدة ومروحياتها بالانتشار في الإقليم المضطرب.وعارضت الصين وروسيا، اللتان تتمتّعان بحقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وجنوب أفريقيا، فرض عقوبات جديدة على السودان. وقال مندوب موسكو لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «لا نعتقد أنّه الوقت المناسب، سيكون أمراً غريباً جداً، لماذا يجب علينا أن نكون سلبيّين إلى هذا الحد؟».
كما عبّر مساعد سفير الصين لدى الأمم المتحدة ليو جينمين عن الموقف نفسه. وقال «من الأفضل عدم السير في هذا الاتجاه»، فيما رأى نظيره الجنوب الأفريقي دوميساني كومالو أنّ «الحديث عن العقوبات حالياً ليس مثمراً على الإطلاق»، متسائلاً «ماذا سينتج منها؟».
وكانت جامعة الدول العربية قد أكّدت أمس أنّ التلويح بفرض عقوبات جديدة على السودان من مجلس الأمن بجهود أميركية ــــ بريطانية لن يحلّ الأزمة في إقليم دارفور بل سيعقّدها.وشدّد مدير إدارة أفريقيا في الجامعة السفير سمير حسن على ضرورة تشاور واشنطن ولندن مع الأمم المتحدة قبل الخوض في فرض عقوبات، موضحاً أنّ «الإسراع والعجلة اللذين قامت بهما الدولتان من قبل إلى جانب إصدار قرار من المجلس بتحويل قوّات الاتحاد الأفريقي إلى قوات دولية لم يحسّن الوضع في إقليم دارفور».
إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من فرض عقوبات جديدة على السودان. وقال، في تصريح للصحافيين، إنّه «كان من المتوقع والمنطقي أن يقابل المجتمع الدولي التجاوب السوداني بالترحيب بدلاً من التهديد وممارسة الضغط».
من جهتها، رأت الحكومة السودانية أمس أنّ دعوات لندن وواشنطن لفرض عقوبات عليها يدلّ على «احتقار واضح للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية». وأعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانيّة علي الصادق عن الأمل في ألّا تواكب الدول الأخرى هذه الدعوات».
إلى ذلك، ينتظر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «إيضاحات» سودانيّة حول المعلومات التي وردت في تقرير سري للمنظّمة أكّد أنّ السودان يستعمل طائرات تحمل بشكل مزوّر ألوان الأمم المتحدة لقصف دارفور.
(د ب أ، أ ف ب، يو بي آي)