strong>مع إعلاناتها المتواصلة عن إنجازات نووية وعسكرية، ترفع إيران من لهجة التعاطي مع الغرب الى درجة التهديد أحياناً، في خطوة قد تكون إجراء استباقياً لأي هجوم عسكري أميركي مفترض على أراضيها
تحذيرات متبادلة بين طهران وواشنطن برزت أمس على خلفية البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، الأول أطلقه البيت الأبيض الذي تحدّث عن عقوبات جديدة من المحتمل فرضها على إيران، والآخر جاء على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي رأى أن من يريد الاعتداء على بلاده «سيوصم جبينه بالعار».
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إلى نجاد قوله، أمام أهالي مدينة لارستان في محافظة فارس (جنوب)، إن «الشعب الإيراني يدعو إلى الحوار والقانون والمنطق ولم يعتدِ أبداً على حقوق الشعوب الأخرى، ولكن هذا الشعب الأبي سيصم بالعار جبين من يريد الاعتداء عليه».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو إن «القادة الإيرانيين يواصلون أخذ شعبهم الأبي على طريق المزيد من العزلة. وفيما يعتبر قادتهم هذا تقدّماً، إلا أنه ليس إلا خطوة الى الوراء».
وأضاف جوندرو «ان رسالة الوكالة (الدوليــــــة للطاقة) الذرية تظهر أن الحكومة الإيرانيــــــــة تواصل تحدّي المجتمع الدولي، والتصـــــــــرفات الإيرانية لن تقود إلا الى مزيد من العقوبات».
لكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية قال أمس إن الخبراء الأميركيين يشكّكون في أن تكون إيران قد بدأت بتخصيب اليورانيوم، معتبرين ان هذه الوحدة الجديدة لا تزال في طور التجربة.
واقترح مشرّعون في مجلس النواب الأميركي، في جلسة للجنة الفرعية للشؤون الخارجية الخاصة بالإرهاب، أن تدرس الخزانة الأميركية وضع مزيد من مصارف إيران المملوكة من الدولة في القائمة السوداء، للضغط على طهران لإنهاء برنامجها المشتبه في كونه للأسلحة النووية.
وفي فيينا، قال دبلوماسيون إن عمليات تخصيب اليورانيوم التي بدأتها ايران في مجمع تحت الأرض مجرد تجارب وليست عملية لإنتاج وقود نووي بكميات مؤثرة. وأوضحوا ان إيران لا تزال تفتقر تماماً إلى قدرة «الإنتاج على نطاق صناعي» لتنقية اليورانيوم، التي أعلنت عنها في التاسع من نيسان الجاري.
في هذا الوقت، أفاد التلفزيون الإيراني أن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، اتّفقا خلال مكالمة هاتفية، على استئناف المفاوضات في خصوص الملف النووي الإيراني في 25 نيسان المقبل.
وأعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي زار أمس كاراكاس بهدف تعزيز الصلات بين البلدين اللذين يجمعهما موقف معاد لواشنطن.
وعن الاتهامات الأميركية الجديدة لإيران بالتدخل في الشأن الأفغاني والعثور على أسلحة إيرانية الصنع في أفغانستان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، «إنها مزاعم أميركية مكررة ولا قيمة لها، وتأتي نتيجة ضعف المسؤولين الأميركيين في المنطقة وعجزهم».
وقال قائد قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال الأميركي دان ماكنيل، إنه لا يملك شخصياً أي معلومات عن العثور على أسلحة إيرانية في الجنوب كما أعلنت هيئة أركان الجيوش الأميركية، التي قال إنها «أكثر اطلاعاً» منه.
إلى ذلك، أبلغت الحكومة الإيرانية الولايات المتحدة بعدم توافر معلومات عن العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) روبرت ليفنسون، الذي تقول واشنطن إنه اختفى في جزيرة كيش جنوب إيران في 11 آذار الماضي، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
وفي دمشق، وقّعت إيران وسوريا، أمس، اتفاقات عديدة للتعاون العسكري في مجالات متعددة.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز، مهر)