strong>رام الله ـــ سامي سعيدغزة ـــ رائد لافي

على وقع دعوات «السلام» العربية، دخلت آليات الاحتلال الإسرائيلي إلى المدن الفلسطينية لتعيث تقتيلاً وتدميراً، ربما كجزء من «حسن النية»، الذي طلبه العرب خلال ترويج مبادرتهم

عاشت الأراضي الفلسطيني خلال اليومين الماضيين «حمام دم» جديداً، امتدت فيه الاعتداءات الإسرائيلية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حاصدة تسعة شهداء وعشرات المصابين، الأمر الذي استدعى رداً من المقاومة التي قصفت مستوطنات إسرائيلية متاخمة للخط الأخضر، وسط دعوات إلى تصعيد العمليات، حتى من الحكومة الفلسطينية.
واستشهد أمس المقاومان من كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، امين لبادة (21عاماً)، احد قادتها الميدانيين، وفضل نور (22عاماً)، في اشتباكات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة في نابلس.
وقالت مصادر فلسطينية إن آليات عسكرية اقتحمت مدينة نابلس، وإن المقاومين اشتبكوا مع قوات الاحتلال لفترة، تمت خلالها محاصرة الشهيدين في منزل في منطقة كروم عاشور.
وفي رام الله، استشهد أمس الشاب خالد كريم زهران (15 عاماً) خلال مواجهات مع جيش الاحتلال على مدخل بلدة دير أبو مشعل. وأفاد شهود عيان بأن آليات عسكرية اقتحمت البلدة، وشرعت في إغلاق مداخلها بالكامل وفرض منع التجول المشدّد عليها.
وفي جنين، أعلنت مصادر طبية ليل السبت ـــ الأحد عن استشهاد الفتاة بشرى برغيش (17 عاما)ً نتيجة إصابتها بعياري ناري في الرأس أطلقه عليها جنود الاحتلال، الذين اقتحموا المدينة ومخيمها بأكثر من 20 آلية عسكرية.
وكانت قوة اسرائيلية خاصة قد اطلقت النار على سيارة يستقلها ثلاثة مقاومين في جنين، فاستشهد المقاومان في كتائب شهداء الاقصى عباس الدمج (25 عاماً) وأحمد عيسة (27 عاماً)، فيما استشهد مقاوم ثالث من حركة الجهاد الاسلامي هو محمود ابو جليل (23 عاماً) متأثراً بجروحه في المستشفى.
وكان الشرطي الفلسطيني محمد سعيد عابد (22 عاماً) قد استشهد برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية في جنين.
وكانت مصادر طبية قد أعلنت ليل السبت ـــ الأحد عن استشهاد كمال كاظم عنان (37 عاماً) وإصابة مواطنين آخرين في قصف مروحي اسرائيلي استهدف سيارة مدنية شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية جرائم القتل والاغتيال «الهمجية» التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد كوادر المقاومة في الضفة وغزة. وقال، في بيان أمس، «إن هذه الجرائم دليل متجدد على وحشية الاحتلال ورغبته في الاستمرار في مسلسل التصفية، في محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وفرض شروط الاستسلام والإذعان عليه».
وأعلن وزير الإعلام الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، أن الحكومة الفلسطينية ستبحث في كيفية الرد. وقال، خلال مؤتمر صحافي دعا اليه في مقر وزارته في رام الله، «لقد بدأنا حملة دولية لفضح الممارسات الاسرائيلية». وأضاف «هذه جرائم حرب وأستغرب كيف لا يبادر المجتمع الدولي الى انتقاد هذه الاعمال ووقفها».
وطالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة «حكومة الاحتلال الاسرائيلي ورئيسها ايهود اولمرت بالوقف الفوري لمسلسل جرائم الاغتيالات» الاخيرة.
وقالت حركة «فتح»، في بيان، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة، يقوّض أسس التهدئة ويضرب الجهود المبذولة لإعادة إحياء العملية السلمية في المنطقة.
أما حركة «حماس» فدعت من جهتها، في بيان، «الفلسطينيين إلى الاستعداد لجولة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي». وقالت «ندعو كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل المقاومة إلى التوحد والتخندق في خندق المقاومة واستخدام أساليب المقاومة كلها والرد على مجازر الاحتلال بالطريقة التي تشفي صدور قومٍ مؤمنين وتبث الأمل في نفوس أهالي الشهداء والأسرى والمجاهدين».
وطالبت «حماس» الرئيس محمود عباس «بوقف كل اللقاءات مع العدو الإسرائيلي والتخندق خلف خيار الشعب والمقاومة».
وشددت «سرايا القدس» على أن «كل الخيارات باتت مفتوحة أمام المجاهدين للرد على جرائم العدو الاسرائيلي النكراء».
وفي إطار ردود فعل المقاومة، أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف مستوطنة «بييري»، شرقي مخيم البريج وسط القطاع، بصاروخ من طراز «قدس» متوسط المدى. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» مسؤوليتها عن قصف بلدة «سديروت» بصاروخين من طراز «الأقصى 103».
وكان ستة اسرائيليين قد أصيبوا ليل السبت ـــ الأحد بجروح في بلدة سديروت بعد تعرضها لقصف صاروخي، أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عنه.
وواصل عسكر إسرائيل تحريضهم على شن عدوان واسع على قطاع غزة. وتحدّث قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال يوآف غالانت، في كلمة ألقاها في «مركز أورشليم لشؤون الجمهور والدولة»، عن وجود خبراء إرهاب وحرب عصابات إيرانيين في قطاع غزة من أجل تدريب فصائل المقاومة الفلسطينية، مضيفاً أن «إيران هي مصدر المعلومات عن استخدام العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع»، مشيراً إلى أن هذه المعلومات «تتدفق إلى المناطق الفلسطينية ولبنان والعراق».
وأضاف غالنت أن هناك تنقلاً حرّاً «للإرهابيين» بين قطاع غزة ومصر ومن هناك إلى سوريا ولبنان وإيران من أجل المشاركة في التدريبات. وادعى أن «كتائب شهداء الأقصى قد تحولت إلى تنظيم إيراني، ولإيران تأثير عليها شبيه بتأثيرها على الجهاد الإسلامي».
وتحدّث غالانت عن جهود يبذلها «الجهاد» الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية من أجل إدخال «انتحاريين» إلى إسرائيل. ورأى أن حركة «حماس» غير نشطة في الوقت الراهن «إلا أنها جاهزة لشن عملية خلال لحظة».