غزة، القاهرة ــ الأخبار
فاجأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الوسط السياسي والبرلماني الفلسطيني بإعلان عزمها الدعوة إلى استقالة المجلس التشريعي، والاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة، للخروج من حالة الشلل وعجز المجلس عن أداء دوره، وهو ما رفضته على الفور هيئة رئاسة المجلس باعتبار الدعوة «غير موضوعية».
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، النائب جميل المجدلاوي، «أتوجه بالدعوة إلى استقالة المجلس التشريعي انطلاقاً من مسؤوليتي تجاه الجماهير التي انتخبتني وزملائي النواب كي نستجيب لمهماتنا وواجباتنا تجاه هذه الجماهير». وأضاف «أعتقد أن المجلس لا يقوم ولم يقم بالمهمات المنوطة به منذ انتخابه قبل 14 شهراً، ولم يؤد المطلوب منه سواء لناحية التشريع وسن القوانين أو مراقبة ومساءلة السلطة التنفيذية».
وفي السياق، هدّد عدد من نواب حركة «فتح» بالاستقالة من المجلس إذا لم تُنفّذ الخطة الامنية التي أقرّتها الحكومة الفلسطينية قبل أكثر من أسبوع. وقال النائبان عن حركة «فتح» علاء ياغي وعبد الحميد العيلة إنهما سيستقيلان من المجلس التشريعي «إذا لم تنفّذ الخطة الامنية الجديدة بأقصى سرعة ممكنة وفي حال عدم عقد جلسات المجلس التشريعي، واستمرار عمليات التفجير وتدمير المؤسسات الفلسطينية».
في المقابل، رفض رئيس المجلس بالإنابة الدكتور أحمد بحر دعوة المجدلاوي، مشدداً على أن المجلس يستعد لفتح صفحة جديدة تقوم على انتظام جلساته والقيام بمهماته كلها استغلالاً لحالة التوافق الوطني الحاصلة.
ورفض بحر اتهامات المجدلاوي لهيئة رئاسة المجلس بتعمد تعطيل الجلسات. وقال «نحن حريصون منذ تسلمنا مهماتنا على انتظام جلسات المجلس؛ لكن أسباباً موضوعية حالت دون انتظام هذه الجلسات والفترة المقبلة ستتكون مغايرة».
في هذا الوقت، طالبت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة «حماس» في المجلس التشريعي، رئيس المجلس الدكتور بحر، بتوجيه إنذار عاجل إلى النائب عن حركة «فتح» محمد دحلان، يخيره فيه ما بين عضويته في المجلس التشريعي وعضويته في مجلس الأمن القومي. وبررت طلبها بأن «القانون لا يسمح لأي نائب بالجمع بين وظيفتين».
ووجهت الكتلة رسالة مماثلة إلى الكتل البرلمانية في المجلس بهدف تكوين رأي عام داخله «لإنقاذ القانون والدستور». لكن مصادر فلسطينية رجحت أن يتم التوصل إلى تسوية في شأن قضية تعيين النائب دحلان في مجلس الأمن القومي، معتبرةً أن «تصعيد حركة حماس مجرد مناورة رغم العداء المتبادل مع دحلان».
من جهة أخرى، قال مصدر موثوق به في وزارة الخارجية الفلسطينية إن لقاءً سيجمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل سيعقد قريباً في القاهرة لبحث عدد من القضايا العالقة، أهمها الشراكة السياسية بين حركتي «فتح» و«حماس».
وفي سياق الفوضى الأمنية، فجّر مسلحون مجهولون أول من أمس قاعة المؤتمرات في المدرسة الأميركية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بواسطة عبوات ناسفة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان إن عدداً من المسلحين المجهولين الملثمين اقتحموا المدرسة بقوة السلاح، وفجروا عبوات ناسفة داخل قاعة المؤتمرات.
وبحسب المصادر نفسها، فإن المسلحين ادعوا بأنهم من «تنظيم القاعدة في فلسطين»، وقاموا بتقييد حراس المدرسة، قبل تفجيرها.